خبراء يدقون ناقوس الخطر بعد إعصار “دانيال” بليبيا.. أوصوا بالاستعداد لظواهر جوية متطرفة وقاسية
خبراء يدقون ناقوس الخطر بعد إعصار “دانيال” بليبيا.. أوصوا بالاستعداد لظواهر جوية متطرفة وقاسية
أثارت عاصفة "دانيال" التي ضربت سواحل الشرق الليبي وخلفت آلاف القتلى والمفقودين، تساؤلات حول تأثيرها الضخم، وحول ما إذا كان لتغيير المناخ دور رئيسي في شدتها، أم أن عوامل أخرى لعبت دوراً في التسبب بهذا الدمار الكبير.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، فإن العلماء يقولون إن موجة الحر التي ضربت المنطقة الشهر الماضي رفعت درجات حرارة سطح البحر، وهو الأمر الذي ربما شجع على تكوين إعصار متوسطيٍّ شبه استوائي، أو ما يُعرف بالأعاصير المتوسطية.
حيث قال الدكتور كارستن هاوشتاين، عالم المناخ في جامعة لايبزيغ: "لم يجر رسمياً إسناد أي دور لتغير المناخ في زيادة شدة العاصفة دانيال حتى الآن، لكن يمكننا القول إن درجات حرارة سطح البحر المتوسط كانت أعلى من المعدل المتوسط بكثير طوال الصيف".
وأردف هاوشتاين: "ينطبق هذا بكل تأكيد، على المنطقة التي تشكلت فيها العاصفة قبل أن تُحدث الدمار في اليونان ثم ليبيا… حيث إن الماء الأكثر دفئاً يُغذي العواصف من حيث شدة هطول الأمطار، كما أنه يجعلها أكثر شراسة".
مع ذلك فإن العاصفة نفسها ليست المسؤولة الوحيدة عن الدمار الذي لحق بدرنة، التي كانت بنيتها التحتية -وضمنها السدود المنهارة- في حالةٍ يرثى لها بالفعل، وفقاً للخبراء.
فبعد مرور أكثر من عقد كامل على ثورةٍ ضد معمر القذافي؛ تحوّلت الدولة الغنية بالنفط إلى شبحٍ لا يعكس ازدهارها السابق، ولم تكن ليبيا مستعدةً للطقس المتطرف الذي جلبه الإعصار دانيال ببساطة، كما هو حال العديد من الدول الأفقر، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقال الدكتور كيفين كولينز، المحاضر الأقدم في البيئة والأنظمة بالجامعة المفتوحة: "من الضروري الإقرار بأن العاصفة ليست العنصر الوحيد المسؤول عن الأرواح المفقودة هناك. بل يرتبط الأمر جزئياً بقدرة ليبيا المحدودة على التنبؤ بتأثيرات الطقس، ومحدودية أنظمة الإنذار والإخلاء، ومعايير تخطيط وتصميم البنية التحتية والمدن".
وأضاف كولينز: "يحتاج الأفراد والشركات والمجتمعات في كافة الدول لفهم هذه الأنواع المتطرفة من الأحداث المناخية، والتخطيط لها، والتكيف معها بالتزامن مع تغيُّر مناخنا".
فيما قالت الأستاذة ليزي كيندون، أستاذة علم المناخ في معهد كابوت للبيئة بجامعة بريستول: "نتوقع زيادة شدة الأمطار الغزيرة بالتزامن مع ارتفاع حرارة العالم. ولن يكون هذا الاتجاه سلساً، بل يجب أن نتوقع العديد من أحداث الطقس المتطرف التي لم يسبق لنا رصد مثلها من قبل".
وتابعت الأستاذة ليزي قائلةً: "تُعَدُّ العاصفة دانيال بمثابة مؤشرٍ على نوعية الفيضانات المدمرة التي قد نتوقع حدوثها بوتيرةٍ متزايدةٍ في المستقبل، لكن هذه النوعية من الفيضانات ربما تحدث نتيجة التقلبات الطبيعية للمناخ كما كان يحدث في الماضي. ولهذا يجب توخي الحذر قبل الربط بين أي حدث طقس متطرف وظاهرة تغير المناخ".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات