غالانت يغلق حسابًا عمره 27 عامًا مع "الرضوان"
غالانت يغلق حسابًا عمره 27 عامًا مع "الرضوان"
في خطوة اعتبرها البعض تسديدًا لحساب قديم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه أغلق حسابه الشخصي مع قادة وحدة "الرضوان" في حزب الله، وذلك باغتيال إبراهيم عقيل وأحمد وهبي في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل يومين.
يعود هذا الحساب إلى حادثة كمين أنصارية في سبتمبر 1997، عندما تمكنت قوة من افراد حزب الله من استهداف وحدة "شايطت 13"، وحدة النخبة البحرية الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 12 جنديًا وضابطًا كانوا يحاولون تنفيذ عملية تسلل في جنوب لبنان.
في الخامس من أيلول 1997، تسللت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية إلى جنوب لبنان، مستهدفة أحد قادة حزب الله. لكن المقاومة اللبنانية كانت ترصد تحركات القوة الإسرائيلية منذ لحظة نزولها على الشاطئ، حيث تمكنت من استهدافهم عبر كمين محكم، مستفيدة من اختراق إشارات الطائرات المسيرة الإسرائيلية. هذه العملية أوقعت الجيش الإسرائيلي في صدمة كبيرة، وصفتها صحيفة "هآرتس" بأنها واحدة من أكبر الهزائم التي تعرضت لها النخبة العسكرية الإسرائيلية.
وفي عام 2010، كشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن الحزب تمكن من رصد الصور التي كانت ترسلها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى القيادة في تل أبيب، واستغلالها لنصب الكمين، وهو ما صدم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية آنذاك، حيث كانت تظن أن الكمين كان عشوائيًا.
"إغلاق الحساب".. وتفاقم التصعيد
اعتبر غالانت أن اغتيال قادة "الرضوان" بمثابة إغلاق لحساب دام أكثر من 27 عامًا، حيث اتهم إبراهيم عقيل وأحمد وهبي بالإعداد للكمين الذي أودى بحياة الجنود الإسرائيليين بقيادة المقدم يوسي كوركين. لكن، على الرغم من اغتيال هؤلاء القادة، يبدو أن هذا "الحساب" قد فتح مواجهة جديدة مع حزب الله.
بعد الضربة التي استهدفت الضاحية الجنوبية، رد حزب الله بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا، مستخدمًا صواريخ جديدة من نوع "فادي 1" و"فادي 2"، مما ينذر بتصعيد أكبر في الصراع بين الطرفين.
التصريحات الصادرة عن غالانت، الذي وصف الضربة بأنها "مثيرة للإعجاب"، تعكس ألمًا عميقًا لا يزال يطارد الجيش الإسرائيلي منذ كمين أنصارية، والذي شكل ضربة استخباراتية قوية زعزعت ثقة القيادة العسكرية الإسرائيلية باستراتيجيتها.
الضربة المزدوجة.. وإخفاق استخباراتي
عملية أنصارية لم تكن مجرد انتصار لحزب الله على الأرض، بل كانت ضربة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي الذي كان يعتمد بشكل كبير على طائرات الاستطلاع لجمع المعلومات. ورغم رصد تحركات مشبوهة قبل تنفيذ العملية، إلا أن القيادة الإسرائيلية فشلت في التعامل مع تلك المعلومات، وهو ما أدى إلى مقتل الجنود في تلك الليلة.
وبعد 27 عامًا، ما زالت العملية تتردد أصداؤها في الأوساط الإسرائيلية، حيث أقر الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله كان يملك معلومات استخباراتية دقيقة حول العملية، مما مكنه من تجهيز كمين محكم وتفجير العبوات الناسفة في الوقت المناسب.
جرح مفتوح
مع اغتيال قادة "الرضوان"، يبدو أن غالانت قد أغلق فصلاً من الحساب الشخصي مع حزب الله، لكن الحزب بدوره فتح حسابًا جديدًا مع إسرائيل. ومع تصاعد التوترات بين الطرفين واستخدام أسلحة جديدة في الصراع، تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وسط قلق دولي من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات