تحليل: كيف اخترقت مسيرة حزب الله الدفاعات الإسرائيلية في هجوم بنيامينا؟

Post

تحليل: كيف اخترقت مسيرة حزب الله الدفاعات الإسرائيلية في هجوم بنيامينا؟

الهجوم بالطائرة المسيرة التابعة لحزب الله قرب بنيامينا، والذي وقع يوم امس الأحد وأسفر عن عشرات المصابين وعدد من القتلى، يُظهر بوضوح التهديد المتزايد الذي تمثله الطائرات بدون طيار في الحروب الحديثة. الطائرة المستخدمة في هذا الهجوم يُعتقد أنها "مرصاد-1"، وهي مسيرة تم نشرها من قبل حزب الله منذ أكثر من عقدين، استنادًا إلى تصاميم إيرانية.

في هذا الهجوم المركب، أطلق حزب الله عدة طائرات مسيرة تحت غطاء وابل من الصواريخ، وهو تكتيك يهدف إلى إرباك أنظمة الدفاع الإسرائيلية. وقد تمكنت إحدى هذه الطائرات من الإفلات من الكشف وسقطت في منطقة بنيامينا، ما يمثل خرقًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وفقًا لبيان صادر عن غرفة عمليات حزب الله ، شملت العملية إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في نهاريا وعكا لإشغال الدفاعات الإسرائيلية، بالتزامن مع إرسال أسراب من الطائرات المسيرة باتجاه مناطق في عكا وحيفا. تمكنت الطائرات المسيرة من اختراق الرادارات الإسرائيلية دون أن يتم اكتشافها، ووصلت إلى معسكر تدريب تابع للواء النخبة "غولاني" في بنيامينا جنوب حيفا، حيث انفجرت داخل غرف يتواجد فيها ضباط وجنود كانوا يتحضرون لعمليات عسكرية ضد لبنان، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

هذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها طائرة "مرصاد-1" الدفاعات الإسرائيلية، حيث سجلت حادثة مماثلة في وقت سابق من العام عندما حلقت طائرات مسيرة تابعة لحزب الله فوق الأراضي الإسرائيلية لبضع دقائق قبل أن تعود إلى لبنان دون أن تُكتشف، وفقًا لتقرير صادر عن "ديلي للصناعات الدفاعية".

وبحسب مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن حزب الله زاد من استخدام الطائرات المسيرة لتكملة ترسانته الصاروخية. وتمنح هذه الطائرات، مثل "مرصاد-1"، القدرة على تنفيذ هجمات دقيقة في عمق الأراضي الإسرائيلية مع تقليل المخاطر على الأفراد. وتم تطوير هذا التكتيك من خلال سنوات من التجارب، وهو جزء من استراتيجية إيرانية لتزويد وكلائها بالتكنولوجيا المتقدمة.

"مرصاد-1" هي واحدة فقط من عدة طائرات مسيرة في ترسانة حزب الله. ويملك الحزب مجموعة متنوعة من الطائرات، العديد منها إيراني الصنع أو تم تعديلها من نماذج تجارية. تُستخدم هذه الطائرات لأغراض متعددة، بما في ذلك الاستطلاع، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والمهام الانتحارية. ووفقًا لتقارير مركز "ألما" للأبحاث، يُعتقد أن حزب الله يمتلك أكثر من 2000 طائرة مسيرة، بما في ذلك نماذج أكثر تقدمًا مثل "مهاجر-4" و"شاهد".

الهجوم على بنيامينا أثار تساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للطائرات المسيرة. في حين أن "القبة الحديدية" فعالة للغاية ضد الصواريخ، إلا أنها تواجه صعوبات في اكتشاف واعتراض الطائرات المسيرة الصغيرة والمنخفضة الارتفاع مثل "مرصاد-1". وقد أطلقت قوات الدفاع الإسرائيلية تحقيقًا لمعرفة سبب عدم تفعيل الإنذارات خلال هذا الهجوم على الرغم من تزايد استخدام حزب الله للطائرات المسيرة.

يعد هذا الهجوم جزءًا من حرب مستمرة بالطائرات المسيرة بين إسرائيل وحزب الله، والتي تعود إلى التسعينيات. خلال هذه الفترة، أطلق حزب الله العديد من الطائرات المسيرة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث استخدمت في مهام استطلاع وأحيانًا في مهام هجومية انتحارية. ووفقًا لخبراء الدفاع، غالبًا ما تُطلق هذه الطائرات بالتزامن مع إطلاق الصواريخ لإرباك الدفاعات الإسرائيلية وجمع بيانات عملياتية لهجمات مستقبلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة