الشيخ الامام حسين كمال زيدان: إلى متى سنظل نشيع خيرة شبابنا إلى مثواهم الأخير بسبب العنف والجريمة؟

Post

الشيخ الامام حسين كمال زيدان: إلى متى سنظل نشيع خيرة شبابنا إلى مثواهم الأخير بسبب العنف والجريمة؟

هذا ما قاله الشيخ حسين كمال زيدان في مراسم تشييع جثمان الشاب عميد حلبي:"

بسم الله الرحمن الرحيم**  

قال تعالى: "مَن قَتَلَ نَفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعًا وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيا النّاسَ جَميعًا" صدق الله العظيم 

نقف اليوم في هذا المكان الذي تتجسد فيه آلامنا وأحزاننا، نودع شابًا من خيرة شبابنا، ضحية جديدة للعنف والطيش الذي يسري كالسم في عروق مجتمعنا. هذا ليس مجرد جنازة، بل هو نداء صارخ لكل فرد منّا. نداء نابع من قلب الأمهات الثكلى، والآباء الذين يحترقون بفقدان أبنائهم. نحن هنا اليوم لا لنودع فقط، بل لنقف أمام حقيقة مؤلمة: إلى متى سنظل نشيع خيرة شبابنا إلى مثواهم الأخير بسبب العنف والجريمة؟

قبل يومين ، في ساعات المساء، قُتل الشاب عميد أنسي حلبي، وهو شاب في مقتبل العمر ، يعمل، يبني، ويحلم. لكنه سقط ضحية لهذا العنف الذي ينهش مجتمعنا. هذا الحادث المأساوي ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. إلى متى سنسمح بأن يذهب أبناؤنا ضحية للنزاعات وللرصاص الطائش؟

إن هذه الأرواح البريئة التي نفقدها هي نداءٌ لكل منّا بأن الوقت قد حان للتغيير.  الأهل هنا يدفعون ثمنًا لا يُحتمل، ثمن غياب الحوار وثمن فوضى السلاح والتهور.

اليوم، ونحن نقف أمام هذه الحادثة، نوجه نداءً للمجتمع بأسره: كفى للعنف! كفى للدماء! علينا أن نقف جميعًا، كأسر، وكجيران، وكأصدقاء، وأن نكون درعًا يحمي أبناءنا. يجب أن نعلمهم أن حياتهم أثمن بكثير من أن تُهدر في نزاعات لا طائل منها. يجب أن نعلمهم أن الحوار والاحترام هما الطريق الوحيد لحل أي خلاف.

ونقول لكل من يظن أن السلاح هو الحل: إن من يحمل السلاح يحكم على نفسه ومجتمعه بالهلاك. إن العنف لا يولد إلا المزيد من العنف، وكل رصاصة تُطلق هي رصاصة في قلب المجتمع بأسره.

رسالتي اليوم من هذا المكان  إلى كل من يسمعنا، هي أن نتحمل جميعًا مسؤوليتنا في مواجهة هذا الخطر الداهم. يجب أن نبدأ من بيوتنا، أن نعلم أبناءنا قيم التسامح والاحترام، وأن نرفض كل أشكال العنف. كما نطالب الجهات المسؤولة بتطبيق القانون بحزم وعدالة، ليعلم كل من تسول له نفسه أن حياة الآخرين ليست لعبة بين يديه.

فلنحافظ على مجتمعنا، ولنحفظ دماء أبنائنا، ولنكن صوتًا واحدًا يصرخ: لا للعنف، نعم للسلام والأمان في دالية الكرمل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

1 تعليقات

درزي اسرائيلي, 3 اسابيع

حتى يفيق الشعب من نومه العميق. سيعتها بتنحل

انضم إلى المحادثة