"إمبراطورية باسدران"... معلوماتٌ عن الحرس الثوري الإيراني
"إمبراطورية باسدران"... معلوماتٌ عن الحرس الثوري الإيراني
المصدر: الحرة
عندما يتردد اسم إيران في الصراع القائم مع إسرائيل في الوقت الحالي وصراعات سابقة أيضا، دائما ما كان يخفت اسمها لصالح "الحرس الثوري"، ليس على صعيد الشق المرتبط بالعسكرة فحسب، بل لما هو أبعد من ذلك، حيث الأدوار الخارجية الأخرى المرتبطة بـ"إمبراطورية باسدران"، الأشبه بالدولة المتوغلة داخل دولة.
وتكاد لا تختلف الصورة كثيرا عند النظر للداخل الإيراني، سواء عندما تأسس "الحرس الثوري" في سبعينيات القرن الماضي، أو في أعقاب "الثورة" التي كرست هذه القوّة مفهومها المضاد بين الإيرانيين ومواطني 4 دول عربية، بناء على الجذور الأولى التي أطلقها وعمل على تنميتها المرشد الإيراني.
وعلى مدى الأشهر الماضية، كان "الحرس الثوري" الإيراني في قلب الصراع مع إسرائيل، ووصلت شرارته مرتين إلى الأراضي الإيرانية، والتهبت على نحو أكبر في ساحات عدة دول سبق أن توغلت فيها هذه القوّة، وبنت تحت وفوق أساساتها على مر السنين.
فمن جهة تولى "الحرس" أو كما يعرف فارسيا بـ"سباه باسدران إنقلاب إسلامي"، مهمة إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ضد إسرائيل. وورد ذكره عند أكثر من ضربة وجهتها الأخيرة كـ"انتقام"، كان آخرها الأسبوع الماضي.
أما بخصوص الساحات، فيُنظر إلى "الحرس" منذ عام مضى من منطلق القوّة التي تدير المواجهة في الخفاء، خاصة في لبنان، حيث الوكيل المرتبط به "حزب الله"، واليمن حيث الحوثيون، والعراق وسوريا حيث تتبع له العديد من الميليشيات، على رأسها ما تطلق على نفسها مسمى "المقاومة الإسلامية".
ما "الحرس الثوري"؟ منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران وبعد سقوط حكم الشاه، أحس الحكام الجدد بالحاجة إلى تأسيس قوّة تابعة بشكل مباشر للمرشد الأعلى، لمواجهة أي تمرد داخلي محتمل قد تقوم به القوات المسلحة الأخرى، التي تدرب ضباطها في زمن الشاه.
وسرعان ما أصبحت القوة التي تعرف باسم "سباه باسدران إنقلاب إسلامي" أو "فيلق الحرس الثوري الإسلامي"، القوة الأكثر نفوذا وسطوة داخل البلاد.
وتورد وسائل إعلام إيرانية والموقع الرسمي للمرشد الأعلى، أن "الحرس الثوري" تأسس في 1979 من قبل مؤسس الجمهورية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، بهدف إنشاء "جيش من المؤمنين"، الذين ستكون مهمتهم الوحيدة حماية "قيم" و"أيديولوجية الثورة الإسلامية" من التهديدات المحلية والخارجية.
مع ذلك، وبمرور الوقت، تمكن "الحرس الثوري" من التطور إلى قوة عسكرية وسياسية لا يقتصر نفوذها على الداخل الإيراني فقط، بل تعدت حدودها إلى عدة دول عربية، أضحت في غالبيتها كتل من الفوضى والدمار وتتخللتها أنهار من الدماء.
ووفقا لـ"برنامج مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، فقد لعب "الحرس الثوري"، وهو قوة موازية للجيش الإيراني الرسمي، دورا محوريا "في استخدام إيران للإرهاب كأداة رئيسية من أدوات الحكم".
وخطط ونظم ونفذ الإرهاب منذ عقود في جميع أنحاء العالم، وأنشأ "مجموعات إرهابية" أخرى ودعمها وأدارها، حسب البرنامج.
وتوضح شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن الحرس الثوري بمثابة "الجناح النخبوي" للجيش الإيراني، وتحتل هذه القوة موقع الصدارة في العمليات العسكرية الإيرانية في المنطقة، ولها حضور كبير في العراق وسوريا.
يبلغ عدد قوات "الحرس" أكثر من 150 ألف جندي، وفقا لمجلس العلاقات الخارجية.
ويشمل ذلك القوات البرية والبحرية والجوية، فضلا عن قوات الاستخبارات والقوات الخاصة، ويتمثل دورهم الأساسي في الأمن الداخلي.
لكن الخبراء يقولون إن هذه القوة المهيمنة في إيران، تساعد الجيش النظامي الإيراني، الذي يبلغ تعداده حوالي 350 ألف جندي، في الدفاع الخارجي، حسب الشبكة الأميركية.
كما يسيطر الحرس الثوري على نحو 200 ألف مسلح من خارج إيران، موزعين على دول العراق ولبنان وسوريا واليمن والأراضي الفلسطينية، وفقا لتقرير نشره موقع قوات مشاة البحرية الأميركية.
ويقول التقرير إن فيلق القدس، قام بتدريب وتجهيز مجموعات بالوكالة، مثل حماس وحزب الله والمتمردين الشيعة العراقيين وعناصر من طالبان.
ونقل التقرير عن القائد في الحرس، اللواء محمد علي جعفري، قوله إن ما يقرب من 200 ألف شاب شيعي من جميع أنحاء الشرق الأوسط، تم تنظيمهم وتسليحهم تحت قيادة فيلق القدس، الذي يدعم الشيعة غير الإيرانيين من خلال توفير الأسلحة والتمويل والتدريب شبه العسكري.
"الهيكل التنظيمي" تنظيميا يتشعب "الحرس الثوري" منذ تأسيسه إلى عدة أفرع، ويشمل ذلك، بناء على مصادر متقاطعة إيرانية وغربية اطلع عليها موقع "الحرة"، الآتي:
القوات البرية: وتعتبر القوة الأساسية في العمليات البرية داخل إيران، وتشمل قوات مشاة ووحدات مدفعية ودبابات.
القوات البحرية في الحرس الثوري: مسؤولة عن حماية المياه الإقليمية، خاصة في الخليج ومضيق هرمز، وتقوم أيضا بمهام دفاعية وهجومية بحرية، ولها دور رئيس في العمليات البحرية الاستراتيجية لإيران.
القوات الجوية: تشمل وحدات دفاع جوي، وتعد مسؤولة عن برنامج الصواريخ الباليستية، كما تعتبر هذه القوة أهم الأذرع العسكرية للحرس، لما تمتلكه من قدرة على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.
فيلق القدس في الحرس الثوري: الجناح العسكري الخارجي له، ويعتبر من أبرز الوحدات المسؤولة عن العمليات خارج البلاد، وله انتشار في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وتولى منذ سنوات سير العمليات العسكرية هناك وإدارة الهجمات وتنسيقها والسيطرة على مناطق بعينها.
ميليشيا الباسيج في الحرس الثوري: قوات عسكرية تطوعية ولها دور داخلي في حفظ الأمن والنظام داخل إيران، خاصة في مواجهة الاحتجاجات والاضطرابات، وتعمل تحت إشراف "الحرس" وتساهم في دعم النظام الإيراني من خلال تعبئة المجتمع وتنظيم الأنشطة الدعائية.
وحدة الاستخبارات: مسؤولة عن جمع المعلومات والتجسس الداخلي والخارجي، وهي أحد أبرز أدوات الحرس في تأمين السيطرة الداخلية ورصد الأنشطة المناهضة للنظام الإيراني.
ويقول "مجلس العلاقات الخارجية"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن الحرس الثوري يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي.
ويضيف أنه من بين العديد من واجباته العسكرية البارزة، يدير ترسانة الصواريخ الباليستية الهائلة في إيران، ويشرف على "فيلق القدس"، وهو ذراع استكشافية يتعاون مع مختلف الجماعات الإقليمية التابعة لإيران، بما في ذلك حماس وحزب الله.
كما يتمتع الحرس الثوري بنفوذ كبير في السياسة الوطنية الإيرانية، حسب مجلس العلاقات الخارجية.
ويوضح أن العديد من قدامى المحاربين فيه كانوا قد انتقلوا إلى مناصب حكومية عليا، بما في ذلك في مجلس الوزراء والبرلمان والمحافظات.
وفي الوقت نفسه، أثرى الحرس الثوري نفسه بمليارات الدولارات، من خلال إدارة شبكات تجارية ومالية غير مشروعة في ظل العقوبات الدولية.
"داخليا.. قبل وبعد خامنئي" القائد العام للحرس الثوري حاليا هو اللواء حسين سلامي، ويقوم بدور كبير في تنفيذ المهام التي يكلف بها من قبل "المرشد الأعلى للثورة" بشكل روتيني.
ويقول تقرير أعده مجلس العلاقات الخارجية، إن الشخص الأكثر مسؤولية عن ظهور الحرس الثوري في وضعه الحالي كان الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني.
وقوات الحرس الثوري كانت قد صُممت باعتبارها "جيشا شعبيا"، مما ساعد في تعزيز "الثورة" مع تأسيس الخميني لدولة قائمة على مفهوم ولاية الفقيه، أو وصاية الفقيه، وكان الهدف هو إقامة إيران كجمهورية دستورية محاطة "بهيكل ثيوقراطي"، حسب "مجلس العلاقات الخارجية".
وكان الخميني ينوي أيضا أن تحمي قوات الحرس الثوري النظام الجديد من الانقلاب، مثل الانقلاب الذي حدث عام 1953، والذي أطاح بحكومة محمد مصدق المنتخبة ديمقراطيا، وأعاد الشاه إلى السلطة.
وبعد تأسيسه بالتدريج، وشيئا فشيئا، أصبح الحرس الثوري لاعبا مركزيا في السياسة الداخلية الإيرانية، حيث تطور إلى ما أسماه الباحث، راي تاكيه، من مجلس العلاقات الخارجية "المنظمة الأكثر أهمية في البلاد".
ولأن الحرس الثوري يسير على خطى مواقف المرشد الأعلى السياسية، فإن سلطاته تبدو في بعض الأحيان متفوقة على سلطات رئيس إيران، الذي لا يسيطر على أي من القوات المسلحة ولا يتمتع إلا بصلاحيات قليلة نسبيا.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات