انتخابات الولايات المتحدة: بين مرشحة المؤسساتيه ومرشح الشعبوية.
انتخابات الولايات المتحدة: بين مرشحة المؤسساتيه ومرشح الشعبوية.
بقلم: مندي صفدي.
اليوم تشهد الولايات المتحدة انتخابات تعج بالصخب والانقسام، ويتواجه بالمعركة شخصيتين متناقضتين في الشكل ولكن متفقتين في الجوهر حينما يتعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ومختلفان جدا برؤية الشرق الأوسط.
الصورة تعكس اختلاف حال كثير من المتابعين للمشهد في الشرق الأوسط ، حيث تبدو الخيارات المطروحة بين مرشحين يختلفان جداً عندما يتعلق الأمر بسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ونقاط النهاية المطروحة للحرب بالشرق الاوسط.
تأثير الانتخابات على الشرق الأوسط
وسط هذا الزخم الانتخابي، تبدو قضايا الشرق الأوسط مجرد أوراق انتخابية، تُستخدم لكسب تأييد الناخبين أو الضغط على قوى إقليمية لتحقيق مصالح داخلية.
اسرائيل والفلسطينيين لا يزالان حبيسي الشعارات الانتخابية، حيث يتسابق المرشحون في إعلان دعمهم غير المشروط لإسرائيل، لجانب ضغوطات مستمره من ادارة بايدن لوقف الحرب وزيادة المعونات الانسانية لغزة، رغم انه يدرك ان حماس تستغل هذه المعونات للاستمرار بالسيطرة على القرار بغزة، والاستمرار بحجز المخطوفين حتى تتحقق جميع شروطهم.
وهذا الدعم الممزوج بالضغط المفشل لمصالح اسرائيل، هو المفتاح لتحظى هاريس باصوات الناخب اليهودي والعربي بضربة واحدة وفقط للفوز بالرئاسة.
أما لبنان، فقد اصبحت ساحة صراع استثنائية، حيث تُستخدم الورقة اللبنانية لوصول إيران لاتفاقية نووية ملائمة، بينما يعاني الشعب اللبناني من الانهيار الاقتصادي والسياسي والدمار الذي فرضه عليه حزباله حين اغتصب القرار السيادي اللبناني، وقرر ما اسماه مساندة غزه في حين هو تنفيذ توجيهات إيرانية .
دونالد ترامب لم يصرّح بشكل واضح ولم يطرح حلول للنزاع القائم والحرب التي تخطت السنه، فقط وعد انه سيحقق السلام بالشرق الأوسط دون ان يتطرق للوسيلة، ورغم ان الأغلبية بإسرائيل يفضلون ترامب على هاريس، خاصة على ضوء الفترة الرئاسية السابقة له، حيث نقل السفارة الأميركية لأورشليم وأعترف بالجولان ولغى الاتفاق النووي وحقق اربع اتفاقيات سلام بين اسرائيل ودول عربيه، ومن الواضح انه سيمنع ايران من مراوغة العالم بكل ما يتعلق بالنووي، لذلك الامل الإسرائيلي لدعم أدارة ترامب لتدمير المفاعل النووية رداً على عدوان إيراني على اسرائيل.
اليوم، مع انطلاق الانتخابات الأمريكية، يجدر بإسرائيل ان تتهيأ لأسواء الافتراضيات وأن تعتمد على نفسها وتعزز من وحدتها، وتصر على تحقيق اهداف الحرب كاملة وعلى كافة الجبهات، وعلى رأسها تحرير المخطوفين دون شروط، وتجريد جميع المنظمات الارهابية القاطنة على حدودها من سلاحها، وحرية حق الدفاع عن دولة اسرائيل وشعبها دون قيود دولية.
الانتخابات الامريكية ربما تنتج تعادل بين المرشحين، وهذا ما يتضح حتى الدقائق التي اكتب بها مقالي هذا، ومن المؤكد اننا لن نرى معجزه لاي احد من المرشحين، وبأحسن الأحوال سيكون الفارق بينهم نسبة ضئيلة جداً ربما لم تشهدها انتخابات رئاسية قبلها.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات