الإعلام وتشويه الحقائق
الإعلام وتشويه الحقائق
بقلم: مندي صفدي.
المصطلحات التي تحاول غسل الأدمغة تتناثر في محطات التلفزة والمواقع الإخبارية العربية، وتوحي ان المشهد يعاكس الواقع والحقائق، فاتهام اسرائيل بالعدوان على لبنان يتناقض مع الحقيقة والواقع ان حزبالله بدأ القصف على اسرائيل منذ الثامن من اكتوبر دون سابق اعتداء اسرائيلي، ورغم انه برر قصفه على اسرائيل كمساندة لغزة، فهو يبقى اعتداء على سيادة الدولة، ونضيف إلى ذلك ان إسرائيل لم تبدأ العدوان على غزة بل ردت على عدوان شرس وإجرامي ارتكبته حماس ضد المدنيين في اسرائيل، قتلت واغتصبت وخطفت نساء وأطفال وشيوخ عزّل، فلكل دولة الحق بالرد للدفاع عن سيادتها وحدودها ومواطنيها حسب الأعراف الدولية ، لذا لا يمكن اتهام اسرائيل بالعدوان على غزة او لبنان.
قصف المدنيين ليست اجنده اسرائيلية كما يتهمنا البعض، فالمتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اصبح اشهر شخصية بالعالم العربي من خلال تحذيره للمدنيين، وإعطاء احداثيات الأماكن المهدده بالقصف لإخلائها، بعكس كل مفاهيم الحروب اسرائيل تحذر قبل كل قصف كي تمتنع من قتل المدنيين، في حين كوادر وقيادات حزب الارهاب تختبئ بالبيوت المدنية، وتستعمل المستشفيات والمساجد والمدارس وجميع المنشآت المدنية كماوى لعناصره ومخازن لاسلحته وذخائره، وبهذا يثبت ان الحزب هو من يقتل المدنيين والعزل وليس اسرائيل.
بكثير من الحالات رأينا عناصر الإرهاب يتجولون بلباس مدني وعندما يقتلون يحسبونهم على المدنيين وليس على الارهابيين المسلحين، وما دام هذا الدمج بين الإرهابي والمدني متواجد فلن تسلم بلادكم.
ليس ذنب اسرائيل ان لبنان كقيادات سياسية وعسكرية تخاذلت امام حزباله وايران، وتقبلت الرشوة لتصمت امام اغتصاب سيادة لبنان، وليس وظيفة اسرائيل ان تفرّق بين اعتداء من مجموعة ارهابيه وبين اعتداء من الجيش اللبناني، فلبنان دولة مستقلة ومعترف بها بالأمم المتحدة، واذا ضرب طفل صغير بحجر على الدولة المجاورة فهذا يعتبر اعتداء على سيادة دولة مجاورة حسب الأعراف الدولية، فلا مبرر لدى لبنان عند فشلها بمنع اي كان ان يستغل اراضيها للاعتداء على دولة مجاوره.
من هنا ومن منطلق حق كل دوله حماية حدودها وأرضها وشعبها، يحق لإسرائيل بل واجب على اسرائيل ان تردع كل عدوان على أراضيها باقصى قوة تملكها دون التساهل والتنازل، ويشرع لها احتلال مساحات تشكل تهديداً على سيادتها، شرط ان تعيدها باتفاق يضمن سلامة وأمن أراضيها ومواطنيها، ومن هذا المنطلق الشرعية الدولية تتماشى مع العمليات العسكرية الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية ولا يوجد بها اي اختراق او عدوان على السيادة اللبنانية.
قبل ان نتحدث على حوار ومباحثات تأتي لوقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الإرهاب، اعتقد انه يجب استباق هذه المباحثات بمباحثات بين لبنان وحزب الإرهاب (ايران)، اولا يجب ان نصل لتفاهمات وتوافق داخل لبنان على صيغة الدولة وصيغة السياده، قبل ان نبادر بأي مباحثات مع دولة اخرى لكي تستطيع لبنان رسم خطوط للحوار الذي تسعى اليه.
ما دام النزاع الداخل لبناني على السيادة وعلى القرار وعلى مستقبل داخلي مشترك، فكيف للبنان ان تتعهد على بنود او خطوط لفك النزاع ووقف اطلاق النار، في وقت لا تستطيع انتخاب رئيس ولا تستطيع منع كوادر ارهابية من الاستيلاء على مبان مدنية، ولا تستطيع تنفيذ القانون الداخلي ضد مخترقيه؟
لا يمكن للبنان ان تكون جهة من اي اتفاق دون ان تتفكك كل القيود التي تلجمها منذ ربع قرن، ونرى اثبات لذلك ان المباحثات لا تسعى لتحقيق أهداف ومصالح لبنان بل تسعى لتخدم المصالح الايرانية التي تملك مفاتيح هذه القيود
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات