حلب تسقط 

Post

حلب تسقط 

بقلم مندي صفدي. 

أترقب احداث حلب بقلق شديد ممهول بقليل من الفرحة، نعم الفرحة بتقهقر نظام الأسد وايران وهو مطلوب الشعب السوري، لكن إذا تعمقنا للتفاصيل فعلينا ان  نكون قلقين من العواقب. 

أنا لا ارى اي فرق بين منظمة أرهابية شيعية وبين منظمة أرهابية سنيه، فكلاهما ترتكزان على نفس الفكر الإرهابي مع اختلاف النصوص، حزب الله او الحشد الشعبي وحماس لا يختلفان عن جبهة النصرة او احرار الشام او داعش، لكنهم يختلفون بالنصوص التي توجههم، ايران لا تختلف عن تركيا وقطر إلا بالنصوص التي يشيدون بها، والشعب السوري الذي انتفض مطالب بالحرية والديمقراطية سيجد نفسه تحت اضطهاد اعمق وأشرس مما كان عليه، فالاضطهاد الديني الذي شهدته مناطق الشمال المحرر، اظلم وأشرس من الاضطهاد البعثي الذي شهده الشعب السوري من النظام. 

نعم نريد تحرير الشعب السوري من النظام المجرم، لكن أيضا نريد ان نحرره من العبودية الدكتاتورية إلى حرية ديمقراطية وليس الى عبودية دينية، نريد للشعب السوري تقرير مصيره والانفتاح إلى عالم الازدهار والتكنولوجيا ويرسم أفق تتحقق بها مساعي السلام والاستقرار ليبني جيل المستقبل على أسس المحبة وتقبل المختلف والحوار المتمدن الذي يسقط جميع معادلات المؤامرة. 

كيف للشعب السوري ان يفرح في حين ابناء منه يخدمون مشروع تركي لإبادة جماعية للأكراد الذين يشكلون احد مركبات الشعب السوري، وأكثر الفئات المضطهدة بالشرق الأوسط؟ 

كيف للشعب السوري ان يفرح في حين تفرض جماعة من أبنائه على الدروز ان يرتدّون عن دينهم ويعتنقون غصباً دين آخر، كما حدث سابقاً في جبل السماق؟ 

كيف للشعب السوري ان يفرح وكل من يتاخر عن صلاته يجلد وكل من تزيل حجابها ترجم وكل من لا يتلوا الشهادة يكفَّر ويهدر دمه. 

لم يبقى في سوريا ثوار فجميعهم لجأوا لدول وجدوا فيها الاستقرار ولن يعودوا، فكل ما نراه في الشمال السوري انقلاب ديني سني على الشيعة العلوية، ولا علاقة له بثورة الشعب السوري العلمانية الديمقراطية، ولا علاقة له بحراك الكرامة في السويداء بل ربما يكون السبب لهلاك الحراك حيث ينتقم النظام من السويداء على فشله بالشمال، او ربما يستغل ادعاءات الإرهاب في حلب لقمع حراك الكرامة السلمي في السويداء. 

نحن أمام تطورات خطيره في المشهد السوري، ودون تدخل دولي لدعم تغيير مبني على دعم المعارضة السورية النزيهة المبعثرة في دول اللجوء، وإقدامها لتستلم الحكم في سوريا بحماية ودعم دولي، فسنرى انتشار فكر الارهاب في كل منطقة ينجح عناصر جبهة النصرة واتباع تركيا الاستيلاء عليها. 

وهذا الخيار أيضا لا يمكنه ان يتحقق دون توحيد القوى السياسية الوطنية المبعثرة بمئات التيارات السياسية المنفردة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة