السويداء: انهيار سريع أمام هبّة شعبية
السويداء: انهيار سريع أمام هبّة شعبية
في تحول غير مسبوق بتاريخ السويداء، تهاوت مواقع وثكنات الجيش السوري والأجهزة الأمنية أمام انتفاضة شعبية عارمة يوم الجمعة، عقب اشتباكات خلّفت أربع ضحايا وحوالي عشرين جريحاً كحصيلة أولية.
بدأ يوم الجمعة الاستثنائي على السويداء، بمظاهرة شعبية حاشدة في ساحة الكرامة وسط المدينة طالبت بإسقاط النظام، تحت عنوان “جمعة تحرير سوريا”. التطورات المتسارعة في شمال البلاد خلقت حافزاً لدى المئات من أبناء السويداء بالتحرك السريع لإنهاء سلطة نظام الأسد داخل المحافظة.
وتنتشر في محافظة السويداء ثكنات عسكرية كبيرة للجيش السوري غالبيتها تتبع للفرقة الخامسة عشرة من القوات الخاصة، إضافة إلى مقرات أمنية ومفارز مع نقاط وحواجز عسكرية، إضافة إلى كتائب رادار ودفاع جوي، ونقاط لحرس الحدود والهجانة.
ومع انطلاق عمليات عسكرية في درعا من فصائلها المحلية ضد مواقع الجيش الذي سارع بالانسحاب نحو السويداء، شهدت الأخيرة هبة شعبية في مختلف أرجائها، انهارت أمامها وحدات الجيش والأمن بغضون ساعات عقب مواجهات محدودة.
قال مصدر في السويداء إن المجموعات الأهلية والفصائل المسلحة بدأت تحاصر الثكنة تلو الأخرى، وتعرض على عناصرها الاستسلام وتجنب المواجهة، كما وجهت دعوات لجميع أفراد الجيش والأمن بالانشقاق والانسحاب من محافظة السويداء.
وأضاف أن المئات من أفراد الجيش والأمن رفضوا المواجهة وتجاوبوا مع دعوات الانشقاق، لتتساقط الكتائب العسكرية بشكل متسارع، وتستولي المجموعات الأهلية والفصائل على كميات كبيرة من المعدات العسكرية والذخائر والأسلحة، كان من بينها دبابات وراجمات صواريخ.
فيما حصلت اشتباكات مع بعض المواقع التي رفضت الاستسلام، مثل حاجز شهبا، وقسم المخابرات الجوية، وفرع أمن الدولة، وكانت الاشتباكات عنيفة في بعض الأحيان، ما تسبب بسقوط ضحايا ومصابين. لكن مع اشتداد المواجهات، توالت عمليات الاستسلام من الجوية إلى باقي المراكز الأمنية.
ولفت المصدر إلى أن أهم المواقع التي تم اخلاؤها أو السيطرة عليها من المجموعات الأهلية: قيادة الفرقة 15، قيادة شرطة السويداء، الفوج 404، الفوج 405، الفوج 44، الفوج 127، مطار الثعلة، كتيبة الكيمياء، مركز الأغرار، إضافة إلى مقرات الجوية، والسياسية، وأمن الدولة والجنائية.
وتحدث عن عمليات نهب واسعة النطاق حصلت في جميع المراكز العسكرية والأمنية التي جرى اخلاؤها او الانسحاب منها، مشيراً إلى أن كميات الأسلحة والذخائر التي وقعت بأيدي المنتفضين من الأهالي والفصائل المسلحة “مرعبة”.
كما اقتحمت مجموعات أهلية سجن السويداء المركزي وفتحت أبوابه أمام مئات السجناء الذين فروا في شوارع المدينة، وغالبيتهم موقوفين على خلفيات جنائية، مع عدد قليل من المعتقلين على خلفيات سياسية.
وعلى وقع هذه التطورات، فرّ محافظ السويداء إلى العاصمة دمشق، ولحقه قادة الفروع الأمنية وضباط الجيش الكبار، تاركين خلفهم المئات من أفراد الجيش الذين استسلموا للأهالي والفصائل، وتمت استضافتهم في بيوت المواطنين.
فيما أعلنت فصائل مسلحة مختلفة عن تشكيل أكثر من “غرفة عمليات”، منها رجال الكرامة ولواء الجبل، وتجمع أبناء الجبل وقوات شيخ الكرامة، وتجمع القوى المحلية وغيرها من الفصائل. كما أعلنت الفصائل حالة منع تجوال في مدينة السويداء لمدة 24 ساعة على إثر التطورات الراهنة.
ويبدو التحدي كبيراً أمام هذه الفصائل في الساعات والأيام المقبلة مع انهيار ثكنات الجيش والمراكز الأمنية، وسط تساؤلات عن مدى قدراتها على ضبط الأوضاع الأمنية، والحفاظ على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
ولا تزال التطورات مستمرة ولحظية في محافظة السويداء، مع السقوط السريع للمؤسستين الأمنية والعسكرية في محافظة السويداء، وسط ترقب عمّا ستحمله الساعات القادمة من أحداث جديدة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات