سقوط الأسد يهز أركان النظام الإيراني: أزمة وغضب متصاعد
سقوط الأسد يهز أركان النظام الإيراني: أزمة وغضب متصاعد
نشرت صحيفة التلغراف تقريرًا أعده الصحفي رولاند أوليفانت حول الأزمة الداخلية التي تواجهها القوات المسلحة الإيرانية بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. ويصف التقرير أجواءً من الغضب وتبادل الاتهامات داخل الحرس الثوري الإيراني (IRGC) حول المسؤولية عن انهيار النظام السوري، الذي كان يُعد حليفًا استراتيجيًا لطهران.
بحسب مصادر الصحيفة، يسود جو من التوتر داخل الحرس الثوري، حيث يتبادل القادة الاتهامات بشأن الإخفاقات التي أدت إلى فقدان إيران لنفوذها الإقليمي. وأفاد مصدر من طهران بأن "الوضع أشبه بحالة من الغضب العارم: ضرب الجدران، الصراخ، ورمي سلال المهملات. الجميع يتهم بعضهم، ولا أحد يتحمل المسؤولية".
أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم نظام الأسد منذ تدخلها في الحرب الأهلية السورية في منتصف العقد الماضي. وكان النظام السوري ركيزة أساسية في محور "المقاومة" الذي أعدته القيادة الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي والقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية عام 2020.
كان سقوط سوريا بمثابة ضربة قاصمة لهذا المحور، حيث فقدت إيران طريقًا رئيسيًا لإمداد حزب الله بالأسلحة في جنوب لبنان، وهو الذي كان يمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل. وأكد مسؤول في الحرس الثوري أن "الأولوية الآن هي فهم ما حدث وكيفية المضي قدمًا، لكن الوضع خطير للغاية على إيران".
أشار التقرير إلى أن البعض داخل الحرس الثوري يحمّل الجنرال إسماعيل قآني، القائد الحالي لفيلق القدس، مسؤولية الإخفاقات في سوريا. وقال أحد المسؤولين: "لا أحد يجرؤ على مواجهته مباشرة، لكنه يتحمل المسؤولية عن انهيار مصالح إيران".
المرشد الأعلى خامنئي من المقرر أن يتحدث إلى الأمة يوم الأربعاء حول التطورات الإقليمية الأخيرة، وسط إشاعات عن احتمال تغييرات في القيادة العسكرية.
في بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية على استمرار العلاقات "الودية" مع سوريا، مشيرة إلى أن "العلاقات بين الشعبين الإيراني والسوري لها تاريخ طويل ومن المتوقع أن تستمر". لكن خلف الكواليس، تشير التقارير إلى حالة من الفوضى والأزمة داخل النظام الإيراني.
يرى خبراء أن إيران قد تحاول إيجاد طرق جديدة لدعم حلفائها في المنطقة رغم الخسائر. وقالت سانام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، إن إيران تسعى لاستغلال نقاط الضعف الإقليمية لتحقيق مصالحها، لكنها تواجه حاليًا تحديات كبيرة.
من جهة أخرى، هناك دعوات داخل إيران لإعادة تقييم السياسة الخارجية. وقال المؤرخ الإيراني آرش عزيزي: "هناك شريحة داخل النظام تدرك أن الإسلاموية الثورية لن تحقق أهدافها، وقد تكون هذه فرصة لإجراء تغييرات جوهرية".
على المستوى الشعبي، أفاد التقرير بأن بعض الإيرانيين احتفلوا بسقوط نظام الأسد. وقال أحد سكان طهران: "احتفلت بزجاجة من العرق الإيراني، على أمل سقوط الملالي. المنطقة تستحق السلام، ولن يتحقق ذلك حتى يرحلوا".
التقرير يختتم بالإشارة إلى أن سقوط الأسد يمثل نقطة تحول في السياسة الإقليمية لإيران، وسط ضغوط داخلية ودولية متزايدة على النظام الإيراني لإعادة النظر في نهجه.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات