لائحة اتهام أميركية تُلقي الضوء على انتهاكات سجن عدرا
لائحة اتهام أميركية تُلقي الضوء على انتهاكات سجن عدرا
المصدر: روسيا اليوم
أفادت قناة "روسيا اليوم"، اليوم الجمعة، بأن وزارة العدل الأميركية أصدرت لائحة اتهام جديدة ضد السوري سمير عثمان الشيخ، البالغ من العمر 72 عامًا، والذي شغل منصب مدير سجن عدرا العسكري في سوريا، وذلك بتهم تتعلق بممارسة التعذيب.
ووفقًا لهيئة محلفين كبرى في لوس أنجلوس، فقد تم توجيه لائحة اتهام جديدة ضد الشيخ بتهمة ارتكاب أفعال تعذيب جسدي ونفسي شديد ضد السجناء السياسيين وغيرهم في سجن عدرا بين عامي 2005 و2008. وتضمنت لائحة الاتهام أيضًا تهمًا أخرى تتعلق بالتآمر لارتكاب هذه الجرائم. ويمثل هذا التحرك القانوني خطوة جديدة في سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري ضد المعتقلين السياسيين.
وكان الشيخ قد شغل منصب مدير سجن عدرا، الواقع في ضواحي العاصمة دمشق، خلال الفترة بين عامي 2005 و2008. ويعتبر سجن عدرا واحدًا من أكبر السجون في سوريا، وكان يختص باعتقال المنشقين عن النظام السوري والمحتجين والمتظاهرين السياسيين، بالإضافة إلى المدنيين الذين اعتقلوا في إطار حملات النظام القمعية. وقد وثق العديد من المعتقلين السابقين في السجن شهاداتهم حول تعرضهم للتعذيب الوحشي على يد الشيخ وآخرين من مسؤولي السجن.
وأظهرت التحقيقات التي أجراها المحققون الأميركيون في هذه القضية أن سمير عثمان الشيخ كان قد أشرف بشكل مباشر على تعذيب العديد من المعتقلين، حيث تم استخدام أساليب قاسية مثل الضرب المبرح والصدمات الكهربائية، بالإضافة إلى التهديدات والحرمان من الطعام والماء، وهي أساليب كانت جزءًا من سياسة تعذيب ممنهجة كان يمارسها النظام السوري.
تشير التقارير السابقة إلى أن العديد من المعتقلين الذين مروا بتجربة سجن عدرا قد قدموا إفادات مفصلة للمحققين الأميركيين، والتي تضمنت تفاصيل مروعة عن الظروف داخل السجن وأعمال التعذيب التي كانت تمارس فيه. ومن بين هذه الإفادات، وردت شهادة لمحقق في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أكدت أن سمير عثمان الشيخ كان من بين أبرز المسؤولين عن تعذيب السجناء في تلك الفترة.
من الجدير بالذكر أن سمير عثمان الشيخ قد هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 2020، بعد أن حصلت زوجته على الجنسية الأميركية، وهو ما اعتبرته السلطات الأميركية محاولة من قبله للتهرب من المسؤولية القانونية عن جرائمه. وفي تموز من العام الماضي، تم إلقاء القبض عليه في لوس أنجلوس، حيث كان يستعد للسفر إلى بيروت. وفي حين كانت محاولات الشيخ للحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة مشبوهة، فقد كشفت التحقيقات عن قيامه بتقديم معلومات مغلوطة للسلطات الأميركية حول خلفيته وجرائمه من أجل الحصول على الإقامة.
وفي وقت لاحق، أضافت لائحة الاتهام الجديدة ثلاث تهم بالتعذيب، بالإضافة إلى تهمة التآمر لارتكاب التعذيب، إلى التهم السابقة التي كانت تتعلق بالاحتيال وتهريب المعلومات.
تأتي هذه القضية في وقت حساس يشهد تصاعدًا في محاولات المجتمع الدولي لتقديم المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري للمحاكمة. وكان العديد من السوريين قد طالبوا بمحاكمة مسؤولين مثل سمير عثمان الشيخ وغيرهم من القادة العسكريين والأمنيين السوريين في محاكم دولية بسبب تورطهم في ممارسات التعذيب والقتل الجماعي التي شهدتها سوريا في العقد الأخير.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات