مذا بعني سقوط النظام ودخول الجولاني بالنسبة لدروز سوريا؟
مذا بعني سقوط النظام ودخول الجولاني بالنسبة لدروز سوريا؟
كميل وهبة
سقوط نظام الحكم في سوريا ودخول الجولاني بدعم من مرشديه الأتراك قد يكونان تجاهلا التركيبة المعقدة لسوريا والأقليات التي تعيش فيها. في الجنوب، توجد الطائفة الدرزية، وفي الشمال الشرقي يعيش الأكراد، وهؤلاء يُشكّلون مكونات أساسية من المشهد السوري.
قد يكون هناك توافق سياسي بين الجولاني احمد الشرع من جهة، والحكومة التركية من جهة أخرى، بهدف إضعاف الأكراد، لكن هذا لا يلغي وجود أقليات أخرى كالمسيحيين وألسنه المعتدلين وغيرهم.
أما بالنسبة للدروز في الجنوب، فإن تاريخهم يشهد على قوتهم ورفضهم للهيمنة. فعندما قرر الدروز مواجهة المحتلين، كانت نهايتهم حتمية. هذا ما حدث مع العثمانيين في حملات إبراهيم باشا ومدحت باشا، ومع الفرنسيين في ثورة عام 1925، وحتى مع بشار الأسد؛ فعندما انضم الدروز إلى الثورة الشعبية، بدأ العد التنازلي لنظامه.
ما يبدو أن الجولاني وأردوغان لا يدركانه هو عواقب تجاهل الدور الحاسم للدروز في جبل العرب. فمن يظن أن تجاهل هذه الطائفة ممكن، كأنما يعلن نهاية حكمه قبل أن يبدأ. خاصةً مع وجود دعم واضح من دولة إسرائيل، حيث أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي التزام بلاده تجاه الطائفة الدرزية، مؤكداً دورهم المحوري في استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا.
لكن، مع أو بدون دعم إسرائيل، التاريخ والواقع يؤكدان أن الدروز في الجبل لا يقبلون المساومة على كرامتهم ووطنهم. ولهذا أقول للجولاني احمد الشرع: اقرأوا التاريخ جيداً، وإلا ستصبحون في طي النسيان قبل أن تبدأوا.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات