انهيار الأسد.. إسرائيل في قلب معركة جديدة ضد عدو مختلف
انهيار الأسد.. إسرائيل في قلب معركة جديدة ضد عدو مختلف
شهد الشرق الأوسط لحظة تاريخية نادرة مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو حدث يمثل نقطة تحول رئيسية في مسار الأحداث الإقليمية. انهيار دمشق يعني نهاية محور المقاومة الإيراني كما كان معروفاً. حتى وقت قريب، كانت إيران تعتمد على طريق بري يمتد من جنوبها عبر العراق إلى سوريا، ليصل في النهاية إلى حزب الله في لبنان. أما الآن، وبعد سقوط النظام السوري وتلقي حزب الله ضربات موجعة، أصبحت هذه الشبكة غير قابلة للتفعيل.
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في مقال للكاتب ناداف إيال أن سنوات من الاستثمار الإيراني بمئات مليارات الدولارات ذهبت سدى. إيران، التي بنت شبكات من الوكلاء لحماية مصالحها، وجدت نفسها مضطرة للدفاع عنهم، لكنها فشلت في ذلك أيضاً، لتتحول هذه الشبكات إلى ما يشبه نسيج العنكبوت الهش.
وأشار الكاتب إلى أن القيادة الإيرانية، وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي، كانت غارقة في تبادل الاتهامات خلال الأيام الأخيرة. بينما يرى المراقبون في إسرائيل أن ما حدث يمثل نهاية للجهاد الشيعي، ليحل مكانه تهديد جديد متمثل في الجهاد السني.
النظام الجديد في سوريا، بقيادة هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، يسعى حالياً إلى إظهار صورة مستقرة ومعتدلة، لكن التوقعات تشير إلى أن هذا النظام قد يطالب في المستقبل باستعادة هضبة الجولان كجزء من مشروعه الإسلامي.
وأضاف المقال أن سقوط نظام الأسد ترك أثراً عميقاً في الداخل السوري، حيث أصبح سجن صيدنايا رمزاً للقمع الوحشي الذي مارسه النظام لعقود. أظهرت مقاطع فيديو انتشرت مؤخراً مشاهد مروعة من داخل السجن، تضمنت غرف الإعدام وأجساد المفقودين. وعندما هرعت العائلات السورية إلى السجن بحثاً عن أحبائها، لم تجد سوى أدلة على وحشية النظام.
كما أشار ناداف إيال إلى أن انهيار نظام الأسد يطرح تساؤلات حول التداعيات الإقليمية، خاصة في لبنان. فمن المرجح أن تستغل أطراف لبنانية، لا سيما السنية والمسيحية، هذه اللحظة لإضعاف حزب الله وتجريده من سلاحه.
على صعيد آخر، تثير العلاقة بين هيئة تحرير الشام وتركيا مخاوف كبيرة لدى إسرائيل والولايات المتحدة. فقد طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الهيئة معالجة "القضية الكردية"، مما يكشف عن طموحات أنقرة لتعزيز نفوذها الإقليمي.
ورأى إيال أن الولايات المتحدة، التي دعمت الأكراد لسنوات، تجد نفسها في موقف معقد، حيث تواجه تضارباً في المصالح مع حليفتها تركيا داخل الناتو. ففي حين تسعى تركيا إلى إنهاء الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، تعمل واشنطن على حمايتها.
وفي تحليله لسقوط النظام، أشار المقال إلى أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد عاش لحظات من الغضب واليأس قبل فراره إلى موسكو. وذكرت مصادر استخباراتية غربية أن الأسد ألقى باللوم على جنرالاته واتهمهم بالفساد، كما حاول تقديم رشاوى وتهديدات يائسة لإنقاذ نظامه، دون جدوى.
رغم الاحتفالات بسقوط النظام، يحذر المقال من أن بناء دولة جديدة في سوريا سيواجه تحديات هائلة. وبينما تبدي إسرائيل فرحتها بالتحولات الجديدة، يشير بعض المراقبين إلى أن المبالغة في الاحتفال قد تؤدي إلى تعقيدات سياسية ودبلوماسية غير مرغوبة.
المقال المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت يشير إلى أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة للتغيير، لكنه يحذر من المخاطر التي قد تترتب على هذه التحولات إذا لم يتم التعامل معها بحذر وحكمة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات