الهروب الجماعي.. أين اختبأت قيادات الأسد بعد فراره من دمشق؟

Post

الهروب الجماعي.. أين اختبأت قيادات الأسد بعد فراره من دمشق؟

أدى فرار بشار الأسد المفاجئ من سوريا باتجاه روسيا إلى حالة من الإرباك بين قيادات أجهزته الأمنية والمؤسسة العسكرية التابعة لجيشه، مما دفعهم إلى اتخاذ قرارات سريعة ضمن الخيارات المتاحة للحفاظ على سلامتهم، بالتوازي مع وصول فصائل عملية "ردع العدوان" إلى العاصمة دمشق في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وأفادت مصادر أمنية خاصة بأن الأسد لم يبلغ القيادات الأمنية المقربة منه بنيته الهروب، بمن فيهم اللواء كفاح ملحم مدير الأمن الوطني، حيث حاولت هذه القيادات التواصل معه عندما دخلت الفصائل إلى دمشق، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه.

وفقاً للمصادر، فإن العديد من القيادات الأمنية، مثل كفاح ملحم وحسام لوقا، وقيادات بارزة في الجيش، فضلوا الهروب إلى لبنان فور تأكدهم من انهيار جيش النظام، معتمدين على علاقاتهم مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية وما تبقى من نفوذ حزب الله اللبناني.

ومن غير المستبعد أن تبقى شخصيات أمنية مؤثرة في الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل وجود توجه روسي لزيادة نفوذها عبر تأسيس شركات أمنية. وبالتالي، من المحتمل أن تلعب هذه الشخصيات أدواراً لصالح روسيا، وتحافظ في الوقت ذاته على وجودها بالقرب من سوريا.

اللجوء إلى حفتر

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر أمنية في الحكومة الليبية الوطنية أن العشرات من الضباط التابعين للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والفرقة 25، بمن فيهم قائد الفرقة سهيل الحسن، وصلوا في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى قاعدة بنينا شرقي ليبيا، الخاضعة لسيطرة قوات خليفة حفتر. يتمركز في القاعدة طائرات روسية وقوة من الفيلق الإفريقي التابع لوزارة الدفاع الروسية، حيث وصلوا على متن طائرة روسية أقلعت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية.

وبحسب المصادر، فإن هذه القاعدة كانت على مدار السنوات الماضية معسكراً تدريبياً لقوات من الفرقة 25، ومنطلقاً لهم باتجاه إفريقيا وأوكرانيا لدعم القوات الروسية في مهماتها.

وترجح المصادر أن تستمر روسيا في الاعتماد على هؤلاء الضباط في مهمات داخل ليبيا أو إفريقيا، خاصة وأن قوات حفتر تحتاج إلى مزيد من التدريب والتنظيم، كما أن موسكو بحاجة إلى العنصر البشري لاستكمال بناء الفيلق الإفريقي الذي حل مكان شركة فاغنر بعد مقتل زعيمها.

وحتى قبل سقوط نظام الأسد، تولى مستشاره للشؤون الأمنية علي مملوك مهمة التنسيق بين جيش النظام السوري وقوات حفتر، بتكليف مباشر من روسيا. هذا التنسيق منح مملوك امتيازات إضافية أدت في بعض الأحيان إلى توتر علاقته مع الأسد. استقر مملوك لفترة من الزمن في ليبيا منتصف العام الجاري، قبل أن يعود إلى سوريا مجدداً. وعلى الأرجح، فإن مملوك موجود حالياً في بغداد، وسيتنقل بينها وبين بنغازي.

إقامة مؤقتة في العراق

مع تساقط المناطق المختلفة بيد فصائل "ردع العدوان" وقوات الجيش الوطني السوري، وجدت العديد من القيادات العسكرية والأمنية في العراق خياراً وحيداً، خاصة تلك المنتشرة شرق سوريا، أو المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وفي صباح 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وصل أكثر من 1500 ضابط ومجند من قوات النظام السوري إلى الأنبار العراقية، على رأسهم ماهر الأسد، القائد الفعلي للفرقة الرابعة المرتبطة بإيران. استقر هناك إلى منتصف الشهر ذاته قبل أن يغادر إلى موسكو، بموجب تنسيق بين الحكومة العراقية التي تحاول عدم استفزاز القيادة الجديدة من خلال استضافة شقيق الأسد.

ولا يزال المئات من ضباط الفرقة الرابعة والاستخبارات، وبالأخص المنتسبون للمخابرات العسكرية، موجودين في العراق، حيث يقيمون في مخيم مؤقت إلى حين إيجاد مخرج لهم، سواء عبر تسوية أوضاعهم في سوريا، أو انتقالهم إلى وجهة جديدة، مثل ليبيا أو دول إفريقية أخرى كما يتم التخطيط لذلك.

من جهة أخرى، فضل الآلاف من منتسبي الأجهزة الأمنية والجيش من الرتب الصغيرة والمتوسطة البقاء في سوريا، سواء في مناطق الساحل، أو في بعض مناطق العاصمة دمشق، مع التزامهم بالبقاء في منازلهم بعد حصولهم على تطمينات روسية بالتواصل مع الجهات الدولية الفاعلة في سوريا لضمان عدم حدوث أعمال انتقامية بحقهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة