درزيتنا في ذوبان :  نتخبط بين الفطر والفصح والميلاد المجيد

Post

درزيتنا في ذوبان :  نتخبط بين الفطر والفصح والميلاد المجيد

منبر حر" كايد سلامة"

لئلا افهم خطئا انا لا اكتب هذه الكلمات من باب العنصرية، لكن من باب  الحرقة والحسرة لما الت بنا الظروف حتى ضربنا الجهل في صميمنا، مع اقتراب  عيد راس السنه الميلادية ومولد السيد المسيح يبدأ العالم المسيحي استعداداته لاستقبال السنه الجديدة التي هي بالأساس اهم اعياده، من ضمن هذه الاستعدادات تحضير شجرة عيد الميلاد وتزينها ، وشخصيات  تستعد لتلعب دور بابا نويل بزيه التقليدي وتوزيع الهدايا على الأطفال، هذه الطقوس تعبر عن احداث قديمة لها معاني دينيه روحانيه يؤمن بها اخواننا المسيحيين، قسم منها محور العقيدة المسيحية، ترمز شجرة الميلاد الخضراء دائمه الخضرة الى شجرة الحياة التي ذكرت في سفر التكوين، الخضرة تعني الحياة، الإضاءة التي تحملها هي النور الروحانية، والاجراس رمز للرعاة لانهم بحثوا عن السيد المسيح ووجدوه، اما العصا هي عباره عن عصى الراعي التي تستخدم لإعادة الخراف الضالة. 

اما بالنسبة لبابا نويل او سنتا كلوز هناك عدة قصص حولها لكن هذه الشخصية ترمز الى تعلقها بالدين المسيحي وفعل الخير، يقال انها كانت تقدم الهدايا للمؤمنين المحتاجين المحتفلين بالعيد وكانت تدخل البهجة الى قلوب الأطفال. 

 هذه الطقوس الدينية ذات معاني دينيه روحانيه وانسانيه، تعني الكثير للمؤمنين المسيحيين، نحترمها ونجلها كما نحترم سائر الطقوس والمعتقدات عند باقي الديانات، كل دين وله دربه لوصول اتباعه الى الله، لا يمكن ان نحتفل بالطقوس دون الايمان لما تمثله حسب المعتقد فهما مكملان لبعضهما من الحماقة ان نجزئهما ونأخذ منها فقط ما يحلو لنا، إذا امنا بما ليس من ديننا هذا يعني الخروج عن العقيدة واتباع عقائد أخرى، لا يمكن تفسيره بأقل من ذلك. الشجرة التي يزينها ويحتفل بها البعض منا اشبه برجوعه للوثنية من حيث يدري أولا يدري كونها لا تعني شيء سوى الزينة.

بالنسبة لنا كموحدون لدينا ايماننا الخاص وطريقنا التي نسير عليها ونتبعها كما امرنا، وعليها نربي أولادنا، لكن نتيجة للجهل الذي يعيشه قسم كبير منا  يسبح في فلك آخر مختلف عنا  ويتخبط بين المتعقدات لا يعرف ما له وما عليه، اصبح يشارك الجميع في اعيادهم من دون أي معرفه للضرر الذي  ينجم عن ذلك، مشاركته ليست من باب الايمان يظن ان هذا نوع من "البريستيج  والانفتاح والتقدم"  نوع من أنواع الحضارة ، لديه في البيت شجرة الميلاد، ولأولاده زي بابا نويل ويشارك حفلات رأس السنه وعيد العشاق، ومع اليهود في عيد  الفصح والمساخر، بحجه ادخال السرور الى قلب الأطفال، هذا الطفل عندما يكبر ماذا نتوقع منه! سوى ان يسير وفق ما تربى، أي ارتباط سيكون له مع العقيدة التوحيدية! التي لا يعرف عنها الكثير، وما الرابط بينه وبين عقيدته سوى انه ولد لأبوين درزيين، السواد الأعظم منا لا يعرف أكثر من هذا، في أيامنا نرى نتائج هذا الضياع بوضوح.

عندما يحل عيدنا المبارك الوحيد الذي تبقى لنا بعد ان صادرت الدولة عيدنا الفطر، نعمل المستحيل لنتهرب من الاحتفال به بحجه ان مصاريفه باهضه جدا، وفجأة نصبح متصوفين نعلل ان كثرة المصاريف محرمه دينيا، لهذا من المفضل ان تذهب العائلة الى منتجع سياحي تقضي فيه فتره العيد!! لو كنا نعرف ما هي اهميه العيد الحقيقية لعشنا زاهدين في صوامع مترقبين مهيئين للحدث الأعظم، لكن قصورنا وتعلقنا بالزخاريف يمنعنا من الإحساس الحقيقي به.

تاريخنا زاخر بالماسي والحروبات عشنا مضطهدين ملاحقين تعرضنا لمحاولة اباده جماعيه قبل ما يقارب الالف عام راح ضحيتها ما يقارب مليون وأربع مئة ألف موحد قتلوا بأبشع أنواع العذاب فقط لكونهم موحدون، وأيضا خضنا معارك طاحنه ضد العثمانيين، هل أحد يتذكر تلك المجازر او المعارك! ولأجل ماذا هؤلاء سقطوا!  هل حاولنا تخليد ذكراهم! كما فعل اليهود والارمن وغيرهم من الشعوب التي تعرضت الى مجازر، جزء مهم جدا من تاريخنا لا نعلمه في مدارسنا ويجهله الكثيرين منا، بينما نرسل أولادنا الى بولين ضمن بعثات يمولها الاهل مع وزارة المعارف الى معسكرات النازية حيث كانت محاوله لتصفيه ملايين اليهود، ليتعلموا تاريخ الشعب اليهودي، اليس الأولى ان نتعلم تاريخنا أولا وننمي القيم التوحيدية عندهم، هل أصبح تاريخنا واعيادنا معيبه نخجل بها وتعليم تاريخ غيرنا ومشاركتهم في طقوسهم واعيادهم حضارة!

إذا أردنا ان نعيش كموحدون علينا العودة الى نفوسنا الميتة ونوقظها بتجديد التوبة وحُسن الاعتقاد والرجوع عما هي عليها من الفساد .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

1 تعليقات

عماد الأغا؛, 4 اسابيع

كلامك وتحسرة مفهوم ويشعر به من عرف وامن إنما دون مقاومة الأسباب فان الأمور في انحدار خطير لا مجال لوقغه الا ب الفقه العقلاني وليس ب الزي او الانكماش
مسببات المجازر العثمانية هو نحن من تسبب بها عندما خان فخر الدين المعنى و غيرهم الدولة وقعوا وثيقغة توسكانا لتسليم القدس للصليبين ولا زالت قيادتنا لليوم ملتزمة وتعلنها صراحة التزامها ب اتفاقية و أعلنت منذ مدة في الفاتيكان وكان نتيجتها بعد سقوط العثمانيين مصادرة املاكنا من الفرنسيين
اما دينيا أصبحنا أكثر انفتاح من الاديان الأخرى لاننا فقدنا الفقه في المعرفة فوجب الغا؛ كلمة بني معروف وأصبح الحزب هو ممثل الموحدين لا فقه التوحيد
المؤامرة ما زالت مستمرة منذ فخر الدين الي محمد علي باشا الي بشير والي الانتداب الفرنسي ولليوم

انضم إلى المحادثة