الثورة السورية : لا تحاولوا الاصطياد بالمياه العكرة، الأفضل ان تقفوا الى جانبهم

Post

الثورة السورية : لا تحاولوا الاصطياد بالمياه العكرة، الأفضل ان تقفوا الى جاتنبهم

كايد سلامة

مما لا شك فيه ان شرارة الثورة السورية كانت صرخة ضد الظلم، ظلم لم يعرفه العالم الحديث عاشه السوريون على مدار اكثر من خمسة عقود، تعرضوا خلال هذه الفترة الطويلة الى ابشع انواع القمع مع تعتيم محبك، احداً لم يعرف حجم المعاناة ولا اساليب التعذيب المريعة التي استخدمها النظام السابق، حتى اقوى اجهزة المخابرات العالمية لم تعرف الكثير عنه، غالبية المعتقلين في السجون السورية كانوا يتمنون الموت من كثرة "التفنن" في التعذيب التي مورست عليهم، هناك فروع مخابرتية من يدخلها يصبح مفقود، كتب الكثير عن السجون السورية أهمها رواية الكاتب مصطفى خليفة (القوقعة، يوميات متلصص) الذي قبع في السجون ما يقارب اثنا عشر سنة بسبب جملة قالها وهو في فرنسا بحق الرئيس حافظ الأسد! يشرح من خلاله أساليب القتل والتعذيب التي تعرض لها مع رفاقه في سجن تدمر الصحراوي، بعد سقوط النظام تبين ان هناك سجون اسوأ من سجن تدمر، بمثابة فاجعة انسانية لا يستوعبها العقل البشري، السجون عبارة عن مسالخ بشرية وأماكن للإبادة.

مع استلام المعارضة الحكم تفاجئ الغالبية العظمى من العالم تعاطي الثوار مع السكان وخاصة مع المؤيدين للنظام، كل المخاوف التي زرعها اعلام النظام السابق واعوانه سقطت، لم تكن ثورة طائفية، هم ليسوا داعش ولا القاعدة، بل ثوار منضبطون تعالوا عن الثأر تعالوا عن المحاسبة الا لمن تلطخت اياديهم في قتل السوريين، هم على قدر عال من المسؤولية، حافظوا على الأملاك العامة والمؤسسات، هذا الامر ليس بغريب على السوريون فهم متعلمون مثقفون مهنيون بارعون، اينما حلو تميزوا.

يطالب البعض بإتباع نظام علماني في سوريا! هذا الامر مستبعد ومن الصعب ان يتحقق في الدول الاسلامية او الشرقية المحافظة، ليست كل الديمقراطيات علمانية، فليكن نظام ديمقراطي يتلاءم مع طبيعة السكان.

وايضا من حق الفئة التي حاربت وضحت ودفعت اثمان باهظه وهدمت بيوتها وشردت ابنائها في جميع انحاء المعمورة ان تحكم وفق اجندتها.

الهيئة الحاكمة طالبت دول الجوار بعلاقات حسنة، خطابهم واقعي سلمي فالشعب السوري منهك من الحروب والتهجير وسفك الدماء، امامه مهمات جسام في اعادة بناء الدولة والمواطن، يتطلع الى العيش بسلام باقي دول حتى مع اسرائيل لكن بما يحفظ ماء وجههم.

دروز سوريا هم جزء لا يتجزأ من سوريا الكاملة الموحدة، لم يكونوا يوما الا مدافعين عن وحدة اراضيها واستقلالها، انصح "المجتهدين" من دروز بلادنا ان يكفوا شرهم عنهم، وهم بألف خير، دروز سوريا لهم مرجعايتهم الدينية والسياسية الواعية المثقفة، سقف تطلعاتهم مساحة سوريا الكاملة والنهوض ببلدهم نحو الأفضل، لا تحاولوا الاصطياد بالمياه العكرة، الأفضل ان تقفوا الى جانبهم بما يتلائم مع تاريخهم وتضحياتهم تماما كما فعل الزعيم الشجاع وليد جنبلاط صاحب العين الثاقبة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة