خفايا السابع من أيار
خفايا السابع من أيار
بقلم: نور ابو عقل
٧ أيار ، هجوم حزب ايران على مناطق الدروز في لبنان. رحم الله الشهداء الأبرار و على رأسهم شيخ الشهداء علام نصرالدين.
لن ننسى 11 أيار.
لا شكّ انه كان مفترق تاريخي للدروز وذلك بحسب الرواية التي لم تُروى.
في المسببات اول كذبة شائعة هي ان احداث 7 -11 أيار كانت ردة فعل على قرارات 5 أيار للحكومة ضد شبكة لاسلاكي حزب الله. وقد كشف منشقّ عن حزب ايران ان العملية كانت تحضّر منذ أشهر في مجمع في منطقة بليبل ذاكرا الأسماء وكان سيقود الحملة على الدروز عماد مغنية لكنه اغتيل وتأجلت. وأتت 5 أيار ذريعة.
اما الخيانة الأولى، فهي كانت خيانة شيعة حزب ايران للدروز، الذين كانوا قد استقبلوهم في حرب 2006 من القصف والدمار. اذا كان جنبلاط قد عاداهم فكانت من خلال السياسة لكن لم يكن الرد بالمثل. بل كان بالغزو ضدّ الموحّدين الدروز، فيما كان جنبلاط يقبع في منزله في كليمنصو، وتمّ الانتقام من دروز الشويفات و ديرقوبل.
الخيانة الثانية والاهم كانت خيانة وليد جنبلاط نفسه للدروز. وهذا ليس بأمر جديد بل هو من الخصال الجنبلاطية!
فأصدر قرار رسمي حزبي منهم من الدفاع عن انفسهم واعلن فيه أنهم تحت الدولة والجيش الذي لم يحضر أصلاً. و طلب جنبلاط تسليم مراكز الحزب للجيش، و لم يُسلِّم الدروز أي قطعة سلاح او دعم عسكري فترك أهل الساحل لموتهم.
فكان على الدروز ان يحملوا بواريد الصيد و مسدسات البكر منتظرين الغزاة الشيعة، وكانوا القدماء و هم قلة يحرسون ويمشّطون بانتظار الأسوء، في ظلّ غياب تامّ لأي نوع من أنواع الدعم من جنبلاط او "زعيم الطائفة". لا بل هاتف احدهم قائلاً: "سلموا سلاحكن للجيش". فيما تبجّح أكرم شهيب قائلاً انه لا يملك "خرطوشة"!
ولكن لم يصل الا القليل من المسلحين و تخلصوا منهم وذلك بسبب النور الذي حلّ على المشايخ، الذين اتّخذوا القرار بكسر اوامر الحزب الإشتراكي بالكامل فأخرجوا سلاحهم ومع اهل الضيع انقضوا على كل الجبهات وعلى المضادات بال B-10. واعنف المعارك كانت في الشويفات حيث تمكنت جماعة الداعي عمار من قتل مجموعة كاملة من حزب الله.
انهزم الغزاة و تراجعوا، وهذا يبرهنه تسريبات لاسلكي حزب ايران: "يا شباب لمّوا معنا".
لكن هنا بدأت الخيانة الحقيقية و هي خيانة هيثم الجردي او أبو الشهيد. وهو كان مسؤول الخوّات في الحرب الأهلية ورأس الفساد في المهجرين والأشغال وبلدية الشويفات كما الإنترنت غير الشرعي الذي لا يزال شغّال حتى اليوم في مناطق عاليه والشويفات بغطاء من شهيب نفسه والثنائي الشيعي. فذهب عناصر للحزب الإشتراكي طالبين منه سلاح وما كان به إلا أن ردّد قول أكرم "ما عندي خرطوشة".
وهذه الردود جعلت الحزبيين يستغربون الوضع، وحسبوه بخلا" وقلة نخوة. و خلال المعركة شوهد أبو الشهيد هارباً نحو الشوف على دوار عين عنوب تحديداً، ليتفاجئ أهل ديرقوبل بقذيفة موجهة على قصره وحضور كميونين للجيش اللبناني من نوع "ريو" يحمّلون من قصره اطنان من السلاح لم يعطيه للدروز.
وهنا كان أبو الشهيد قد نسّق مع حزب ايران و الجيش سوياً، و ذلك طبعاً مقابل مبالغ بالملايين من الدولارات ثمن خدمته هذه وسلاحه العديد.
وهنا تدار المكيدة الأكبر و هي خيانة مثلثة جنبلاط وحزب ايران و جوق المجوقل.
فيقال للمحاربين الدروز و المشايخ ان المعركة قد انتهت و يلحّ الحزب الإشتراكي الذي لم ينصرهم وادعى انه لا يعلم انهم يقاتلون ان يسلموا سلاحهم خاصة جماعة الداعي عمار. فتأتي ملالة للمجوقل لتأخذهم لبرّ الأمان فيسلمون سلاحهم و يطمنئون. فيقوم فجأة جوق المجوقل بتسليمهم الى حزب ايران. فيعدمهم و هم أسرى عزل و يشنّع بالجثث والمجوقل يتفرّج. و غدر بهم و استشهدوا ابطال.
وكان شرط حزب ايران لوصول ميشال سليمان للرئاسة هو السماح له ب 7 -11 أيار. و ميشال هو الذي مان على المجوقل بالغدر بالدروز. اكرم شهيب سمع يقول "الداعي عمار كبروا كتير ". أما جنبلاط فلم يستنكر ويأخذ بالثائر بل كافأ الحزب بتحرير 40 محاصر له قد حاولوا التسلل لمرستي قرب المختارة!
و قد عاد وأهان جنبلاط الدروز بتوريطهم بالمعركة بقوله الشهير "تحمست و حمسوني".
و السؤال الدرزي الأكبر هو:
-ليش ما تحمست على مؤازرة الدروز المبغوتين على تسليحهم؟
-ليش تحمست على تسليم السلاح للجيش؟
-ليش تحمس ابو الشهيد عالهروب؟
-ليش تحمست بتحرير محاصرينهم المسلحين و هم شنعوا بأسرانا العزل؟
-لماذا كنت مطمئناً في كليمنصو و بيروت كانت قد سقطت بيد حزب ايران؟
-ولماذا اكتفيت بعشرة حراس وعدت وطردتهم وقلت لهم "فلّوا انتو زعران" وأبقيت أربع حراس فقط في مثل هكذا معركة؟
-وهل نسّقت يومها مع الرفيق الوفيق كما تسميه اليوم؟
الدرس الصعب للدروز:
- الجيش اللبناني لم ولن يحميكم من أي خطر بل ستكونو ورقة هشة طالما جنبلاط يتحكّم بمفاصل الدولة ويعمل سمساراً لدى وفيق صفا، مع نوابه ووزرائه جميعا وخاصة بو فاعور وشهيب والعريضي.
-عدم التخلي عن السلاح فردي ونوعي والمواقع والعقارات
-الإقطاع الغير درزي يسرقكم ويمكّن اعدائكم منكم و لا يحميكم.
-المشايخ و الأمن المحلي هما الخط الدفاعي الحقيقي عن الدروز و امنهم. و كلما خرجوا عن بيت الطاعة للإقطاع أفضل. من دون طبقة الجهال طبعا.
في ما خصّ الاسرى، عمل ارسلان على اعادة من تم اسرهم وتعذيبهم من قبل حزب الله وتسلّمتهم خلدة عبر لجنة مشتركة فيما جنبلاط كان منشغلاً بسفرة قطر طامعاً بالملايين، ويذكر ان حزب الله قتل شابين من حزب أرسلان نتيجة مساندته للدروز في تلك الحرب تحت حجة "تحمّست وحمّسوني".
وعوضاً عن جعلها درساً للمستقبل، جاءنا في حرب ٢٠٢٤، بعد ان ساند غزة نتيجة حساباته الأنانية والغبية، ووقف مع حزب الله وايران وجعل من مواليه الحزبيّين أعداء، وطرد البعض، واجبر الدروز على استقبال النازحين. لكن عندما لوّحت العقوبات واتت الأوامر الخارجية، هرع لتغيير موقفه والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية.
غير انه لعب تحت الطاولة كعادته، مقدّماً لحزب الله حماية كوادره ومن هنا أتت غارة بعدران التي اودت برجال من الطائفة، وتامين فرار الارهابي قصير وتخبئته في مستشفى عين وزين مع عائلته، كما حماية العديد من الارهابيين بين المدنيين، ورفضه القاطع لطردهم معرّضاً الجبل والمجتمع للخطر.
وحصل مقابل تلك الحماية على شاحنات من مساعدات مجلس الجنوب وصفقات لمعمل سبلين، ووضع المساعدات التي كان مصدره الدول العربية في صناديق جمعيته الخيرية "فرح" وانطلقت داليا جنبلاط مع فريق الفساد لتوزيعها على النازحين واستغلال الحرب لتسويق اعمالهم الخيّرة ولكن "المسروقة"، وكل ذلك تحت ذريعة "مواقف لحماية الدروز".
انه وليد جنبلاط، الصديق الصدوق لحزب الله، الذي لا يمكنه جمع الاموال وتحويلها دون غطائهم! انه صديق الوزير مرتضى وزير الثقافة الذي يمرّر صفقات نورا جنبلاط والمهرجانات والبيوت الأثرية، والوزير حمية كما انه الوفي لوفيق صفا الذي لا زال على كامل التنسيق مع شهيب والعريضي وبو فاعور كما جنبلاط شخصياً.
عدوّ الموحّدون، من باعهم لحزب الله وحلّل دمهم، عدوّ الموحّدون، من استغلّهم واستعملهم لتحقيق أهداف وجودية ومالية كلاهما شخصية، عدوّ الموحّدون هو من حرّف الدين وحرّف التاريخ وحرّف القوانين ليأتي بمرتزقة تتحكّم بمصير الموحّدين في لبنان، لان وضعهم الاجتماعي والاقتصادي هو وضع "لا حول ولا"..
انه جنبلاط الذي يتقن سرقتك وخداعك وطعنك وقتلك وتجويعك وخيانتك، فيما يستثمر في إظهار نفسه ضحية متفانية مظلومة خيّرة
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات