البيضة والقبّان: من "باب الخدم" إلى "باب الندم"..

البيضة والقبّان: من "باب الخدم" إلى "باب الندم"..

بقلم: نور ابو عقل. 

عُرِف بألعابه البهلوانية وقفزاته ولحظات "التخلي" ومباريات "تحمّست وحمّسوني".. ولكنه عُرِف ايضاً بدهائه ومكره. الّا أنّ العمر وكثرة الأغلاط وسوء الادارة والفساد، جعلوا الأمور تخرج عن سيطرته واصبح حماسه مدمّر لمملكة علي بابا والأربعين حرامي الذين واكبوه خلال الفترة الأخيرة…

فما ان ظهر اسم الشرع في الشام، إلا أن تحمّس وليد جنبلاط لنصر "النصرة" ومبايعتها؛ النصرة التي قرّر ان يصنّفها بعكس ما صنّفتها منظمات عالمية لمكافحة الأرهاب، وعيّن موعد زيارة الشرع كما ونسّق مع سعد الحريري وبحسب ما قاله فقد نال موافقة دول عربية، لكن بالطبع لا مصداقية في كلام البيك…

ألغى سعد الزيارة المعيّنة في نفس اليوم، ودخل وليد إلى القصر من "باب الخدم" فمشى مع مرافقيه او المرتزقة بما انه يحبّ هذا المصطلح،  لمدة ١٥ دقيقة، وبعد اكثر من ٣٠ دقيقة من الانتظار، دخل الشرع إلى القاعة ولم يصافح الموكب ولا حتى نجل جنبلاط او رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.. 

لا شكّ ان الرياضة تخفض الكوليسترول والضغط وتخفّف من أمراض القلب، وتساعد في الهضم، لكنه خرج من اللقاء بحالة عسر هضم، مع ارتفاع في الضغط، حتى تلعثم في الكلام.. فحتى الرياضة لم تنفع هذه المرة، لان سيّده القائد لم يعره الاهتمام الذي تعوّد عليه البيك في الشام؛ لان استقبال الجزار بشار وأباه حافظ لوليد جنبلاط كان مميّزاً.. قمّة الاحتقار والاستهزاء، ولقّنه الشرع درساً لن ينساه! وزار الشرع وفود بعد جنبلاط، فنقل الإعلام حفاوة الاستقبال والأصول والبروتوكول..

كان البيك قد اتّفق مع فريق إعلامي رفيع المستوى ان يرافقه وجهّزهم بالاسئلة ولكن بعد انتهاء اللقاء، اتّصل بهم والصدمة كانت في جوابهم: "ما سمحولنا ندخل". 
وبعد ان كان ينوي التوجه للقاء زوجته نورا وابنته داليا وزوجها جوي الضاهر، في احدى القرى، اتّجه إلى لبنان من شدّة الغضب..

وبما ان نرجسيته وغروره لم يتحمّلوا ما جرى وما تمّ نقله على مواقع التواصل الاجتماعي، قرّر ان يزور مربط الفرس، ويسافر إلى تركيا للقاء الرئيس اردوغان بما ان الشرع ليس صاحب القرار الفعلي.. فاصطحب تلميذه المتفوّق بو فاعور، ونجله تيمور وزار اردوغان.. وما كان لأردوغان إلا ان يسأله عن الصفة الرسمية وراء زيارته.

يا لسخرية القدر! جنبلاط الذي اعتاد على : "أنا ألبيك. مش البيك؟ مبلا البيك" اصبح بموقع مختلف.. وبحسب منطق اردوغان، ان وليد جنبلاط ليس مفوّضاً بإسم لبنان، وليس زعيم الدروز في سوريا او المنطقة، ولا حاجة لزيارة رئيس الحزب الاشتراكي، علماً انه ليس الرئيس.. وهنا خرج نادماً.. 

فما هو هدفه من تلك الزيارات الفاشلة؟ وما هو سبب التخبط والتهور؟ وماذا يجري في المختارة؟ ولمَ منع مشايخه من التعاطي مع الشيخ حكمت الهجري والشيخ طريف؟! انه لأمر عجيب كأن البيك أصيب بفقدان "البوصلة" او ان من جعله "بيضة القبان" هو حلفه مع الثنائي الشيعي والمحور الذي فور سقوطه، وقعت البيضة وانكسر القبان…

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا