بصراحة من رأسي لرؤوسكم

Post

بصراحة من رأسي لرؤوسكم

فلورنس غزلان...باريس

 سؤال بسيط جدا وباعتقادي أن  كثيرين منكم طرحوه على أنفسهم، لكن البعض لم يمتلك الجرأة ليطرحه علنا ...لأننا نخشى بعضنا قبل خشيتنا من الله...والجرأة هنا  تعني مواجهة المجتمع وهذا لايعني أني أكثر منكم جرأة،لكن الأمر وصل عندي لدرجة لايمكن الصمت حيال عمى البصيرة وتردي التفكير  والابتعاد  عن السطحية...بل البحث بعمق روحي، كما أني  وصلت لأرذل العمر  "وماعاد فارقة معي"  ..وأود من كل قلبي المحاولة للوصول لأرواحكم التي لا أشك في أنها  أكثر نقاء من ادعاءاتكم الايمانية الخاطئة ،أود أن نتخلص من هالزعبرات والمتاهات و بلاويها التي هطلت علينا من زمان سحيق ومغرق في القدم ويتنافى مع مسيرة التاريخ والحضارة الإنسانية والتطور البشري فحين يتنطح أحدهم ويقول عن تاريخ الكنعانيين والسومريين والفينيقيين وآلهتهم أنها قديمة وخيالية،وشريعة حمورابي،لاتحمل العدل وقد انتهى زمنها!

أسألهم ،شريعة الإسلام عمرها أربعة عشر قرنا...وهل يصلح ماحكم فيه النبي على عصرنا الحالي؟ حتى العصر الأموي والعباسي.. بالتأكيد نقرأها كتاريخ وحضارة، لكنها لاتصلح لتكنولوجيا العصر،ولا تتصف علاقات وروابط ذاك الزمن،مع علاقات الدول وروابط الشعوب في هذا العصر، ولا ينطبق ماكانت عليه فيما نحن عليه اليوم...شأنها شأن شريعة حمورابي وطريقة زنوبيا في الحكم.

ثم إنه يتبادر لذهني سؤال يختبيء في الأعماق:لماذا كل الأنبياء من ابراهيم وسلالته، حتى آخرهم محمد ..مروراً بموسى وعيسى ...لم  ينزلوا إلا بأرض العروبة النابض؟؟؟؟

 أليس السبب الأساس يكمن في كوننا شعوبب هواوية... نعيش مع الإبل ونهتدي بالنجوم ونغني الأشعار ونحن فوق الخيل فوق الخيل، وعند الشدة نلجأ للخطاطة والبصارة...وفتاحة المندل،  أو لمدعي هرطقات يكتب الحجب ليشفي من الأمراض ،ويشرب بعضنا  بول الإبل وحليب النوق كدواء شافي ، كما يصدق ويعتقد  بخرافات لا علاقة لها بدين ولا صلة لها بنبي،  وتنطلي على بسطائنا كل أحابيل أئمة يتمنون طول العمر للسلطان ويهتفون باسمه ويطلبون طاعته باعتباره من(أولياء الأمر)! ...فهؤلاء تحديدا أول المتآمرين على حياتنا  وأول الداعمين لسلطان القهر والتعذيب،وأول المساهمين والمتعاونين مع الاستبداد، فهلا راجعتم أنفسكم؟ تعقلوا  يا أخوتي وأهل بلدي ،رجاء دعوا  الأنبياء والصالحين حيث هم،لأنهم لو عادوا للعنوكم شر لعنة فليس محمد ولا علي ولا عمر من كان شيعيا أو سنيا،والمسيح لم يصنع كاثوليكي وبروتستنتي أو أرثذوكسي آمنوا بهم كما تشاؤون،صلوا لهم حيث تجدون بيتا من بيوت الله ،إنما  لاتدخلوهم كل مفاصل حياتنا ولا تحشروهم بأخوتنا وبهويتنا الوطنية  إن كان لهم شأن عندكم وإن كنتم تحترموهم فعلا...اعبدوهم ..فالعبادة شأن شخصي بين المخلوق وربه، نعم هم حلوا بأرضنا،لكن جوهر كل الاديان واحد وربها واحد الاختلاف في طرق العبادة أما الأخلاق الحميدة فهي تهذيب بيتي،وجداني،إنساني،شخصي، وحتى الأديان حرصت جميعها دون استثناء على تكريسها عند( المؤمن)...وليس المسلم فقط. طالما أنهم يحبونا ونحبهم وهبطوا في أرضنا، لماذا ابتلينا بحروب لاتنتهي ؟... لأننا ببساطة متدينين في المظهر ...ولأننا نخلط بين الدين والسياسة ،وكيفية العيش وتمتين الروابط الأخوية  وتطويعها لنتعايش بمحبة واحترام ونحتكم للعقل ،فالرسول لم يكن ملكا ، وبيننا وبينه قرونا، لم يعد الجهاد موجودا،  ولم تعد الفتوحات قائمة...استوى الكون ورتبت أموره كيانات ودول عظيمة قوية تستطيع محونا عن وجه الأرض ،لكنها لاتخلط ولم تخلط بين الإيمان والحكم والسياسة،لهذا تقدمت علينا بسنين ضوئية.

الصين ،الهند واليابان،لاتدين بدين سماوي ويشكلون النسبة الأكبر من سكان الأرض، وهم الأكثر والأسرع تطورا بمئات المرات منا،وحسب مفاهيمنا نعتبرهم (كفارا) !!!
المضحك المبكي هنا...هذا يعني أننا نحتكر الجنة،وكل هذه الأقوام في النار

لكننا نحتاجهم ونحتاج لإقامة علاقات اقتصادية معهم ونتعلم منهم...كيف ترون الله في أعماقكم؟

أعمالكم ومسلككم هي الأساس، هو من يقربكم من الله...الايمان أمر خاص جدا..دعوا الرب يحكم فما أنا وأنتم سوى بشر ..علينا التعايش وتبادل العلوم والتفاهم...لأن الحروب لاتبني حياة بل ستهدم الكون برمته،إن قسمنا  الكون بين مؤمن وكافر...وإن نظرنا للإيمان على أنه خاص بالإسلام فقط.

مع أجمل الأماني لكم في هذا العام الجديد الذي أرجو  أن نؤسس فيه ونبني دولة سورية الحرة المدنية الديمقراطية .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة