وليد جنبلاط وسقوط الأسد، ومواقفه المثيرة للجدل من دروز إسرائيل

Post

وليد جنبلاط وسقوط الأسد، ومواقفه المثيرة للجدل من دروز إسرائيل

كايد سلامة

النظام السوري السابق كان بمثابة صخرة على صدور السوريين واللبنانيين قتل كل من تجرأ على معارضته اذا طالته يد الغدر، ابرز ضحاياه المعلم الشهيد كمال جنبلاط كونه عارضه بشجاعة في قضايا جوهرية  عارض سياسته المعادية للخط الوطني اللبناني الذي يترأسه جنبلاط نفسه، قتل جنبلاط  جرح لن يلتأم الا بالثأر السياسي مهما طال الزمن

 كما هو معروف موقف وليد جنبلاط كان جريئا وواضحا وشبه وحيدا في معارضته لسياسة سوريا في لبنان حتى منذ قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حينها قدم مطالبه التي تخص السلع والسوق اللبناني من على منبر مجلس النواب متحديا النظام السوري، بعد مقتل رفيق الحريري حليف وليد جنبلاط على يد عناصر تابعة لحزب الله متصلة بسوريا وايران، قاد مع رفاقه ثورة الارز ضد التواجد السوري في لبنان، ادت الثورة الى انسحاب القوات السورية بعد 29 سنة من القمع والترهيب، مع بداية "الربيع العربي" ساند وليد بقوة وبشراسة الثورة السورية منذ بدايتها، فمن مثله أدرى بظلم النظام المخلوع؟

سقوط نظام الاسد ليس بالشيء العابر، من شأنه ان يغير الشرق الاوسط، أضعف بشكل كبير إيران وحزب الله وكل من يدور في فلكهم، بما فيهم حلفائهم من الدروز الذين استقووا بالنظام السوري وحزب الله حتى على وليد جنبلاط، وعزز القوى السياسية اللبنانية المعادية للمحور الإيراني. هذا الامر من الطبيعي ان لا يرق لمناهضي البيت الجنبلاطي الذين تمنوا له السقوط منذ سنين طويلة وها هم شاهدون اليوم على تعاظم شأنه وانحسار قوتهم المستمدة من الخارج، منهم من أصبح يبحث عن زعامة درزية بديلة فقط من أجل تقليل شأن وليد جنبلاط كي لا يبق الزعيم السياسي الأبرز للدروز في الشرق الاوسط، حتى ولو كانت هذه الزعامة من خارج لبنان ولا تتلائم مع سياسته وسياسة حلفائه في المحور المهزوم! هذا النهج العدائي من شأنه ان يعيد الضعضعة بين الدروز، تاريخنا مليء بالأحداث المماثلة

من نافل القول ان الاسماء المطروحة لم تأت من محبة انما من باب العداوة لوليد جنبلاط، استغلوا تصريحاته العنيفة غير المبررة ضد دروز اسرائيل ليكونوا جبهة معارضة له.

 رغم احترام الكثيرين لوليد بيك من دروز لبنان وسوريا والاردن وخاصة من اسرائيل، هذا لا يعني انهم مؤيدون له بكل ما يفعل ويقول و خصوصا بحق دروز بلادنا، هو له قناعاته وسياسته ومصالحه الحزبية الخاصة لا يمكن ان يمليها علينا او يعتبرنا شماعة للإخفاقات العربية، من واجبه كزعيم تقديم النصيحة مع مراعاة الوضع القائم الذي يعيشه الدروز في إسرائيل، هو ملم بوضعنا الحساس الذي يعرفه حق المعرفة، وايضا ملم من الناحية التاريخية منذ وعد بلفور حتى اليوم، وعلى علم ويقين ان دروز اسرائيل لم يكن لهم دور يذكر في أسباب ونتائج النكبة، من مجمل الأسباب التي تبرأ الدروز من التهم موقعهم الجغرافي، جميع القرى الدرزية تقع في المناطق النائية اقصى الشمال وعددهم القليل جدا، بل العكس هو الصحيح ساهم الدروز في منع تفاقم وازدياد اللاجئين حين استضافوا الاف السكان من اهلنا عرب ال 48 في قراهم.

هذه الاحداث يعرفها جيدا وليد جنبلاط، اقله من خلال قرائته كتاب المحامي سعيد نفاع "العرب الدروز"، وكتاب المغفور له البرفسور قيس فرو "دروز في زمن الغفلة" وايضا من خلال اطلاعه على كتب اخرى تبين حجم العمالة العربية وخصوصا الفلسطينيين (من السنة والمسيحيين والبدو) مع الحركة الصهيونية، هذه العمالة متجذرة وقوية لأبعد الحدود، هذه حقيقة دامغة اثبتت بقوة في الحرب الاخيرة مع حماس وحزب الله... مخترقون حتى العظم بسبب الخيانات. يا بيك إذا كانت الخدمة الإلزامية تعد خيانة فماذا تقول عن أسباب هزيمة المحور الإيراني؟ 
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة