اليوم ما بعد الحرب

Post

اليوم ما بعد الحرب

بقلم: مندي صفدي.

الكثير يتحدثون عن اليوم ما بعد ألحرب، وعن مصير غزة ومن سيحكمها وما التدابير التي سيتم اتخاذها في الحسابات الاقليمية والدولية، وهذا احد اهم الاسئلة التي يجب أن يستعد لها رئيس الوزراء وصناع القرار المحلية والدولية.

اهم ما يجب التطرق اليه انه لا ينبغي على إسرائيل بأي حال من الأحوال أن تقبل بالسيطرة المدنية في غزة، لان الأمر سيدخلها بدوامة صراع لا نهاية لها خاصة ان العالم العربي والإسلامي يرى بذلك احتلال، ويمنح لاعداء إسرائيل المحفز لمحاربتها والتهجم عليها بكل الوسائل، لكن ورغم ما ذكر سابقا يجب على إسرائيل أن تصر على السيطرة الأمنية، ويجب أن يكون محور فيلادلفي ومعبر رفح تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وعندما نتطرق لقرار السيطرة المدنية في غزة من المهم رفض نقل السيطرة المدنية إلى السلطة الفلسطينية حتى لو للمرحلة الأولى فقط، وذلك لان تجاربنا تثبت ان سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزه، لن تنتج حلاً ايجابياً ولن يحصل اي تغيير لسكان غزه، حيث كما عرفنا في الماضي فالمساعدات الدولية لاعمار غزه ستذهب بأغلبيتها لجيوب قيادات فاسده، لا تبني ولا تُحدِث اي تغيير وستبقي الشعب تحت ما دون خط الفقر كي تتمكن من إبتزاز المعونات من الدول الداعمة.

ولهذا هناك بديل يمكن مناقشته وضمان أنه في العقد التالي لتحرير غزة من حكم الإرهاب، يجب تشكيل حكومة بديلة تتكون من ممثلين عن الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية ومصر. لإدارة  ​​مرحلة التجديد وضمان اعمار غزه وبناء الأسس لإقليم يدير شؤونه بطريقة تطهر غزه أرضاً وشعباً من كل علامات الإرهاب والكراهية، لتتقبل العيش السلمي بجوار إسرائيل وتعيش الفوارق الاجتماعية بين مرحلة العيش مع أفق كراهية ومرحلة العيش نحو آفاق سلمية، وهذا الحل سيكون الامل الوحيد لابتداء مسيرة السلام والاستقرار بين الشعبين، وليتمكن الشعب الاسرائيلي بإعادة الثقة بفكرة السلام مع جيرانه.

فكرة الحكومة الانتقالية بمشاركة وإدارة ابناء زايد جاءت من إثبات دولة الإمارات العربية المتحدة أنه من الممكن أن تكون دولة مسلمة محافظة وأن تعيش بشكل مختلف، وأن تبني أسس خالية من الكراهية والحروب، وتضمن بيئة يعيش فيها الناس بسلام وأمان ضمن فسيفساء اجتماعي وثقافي، وهذه ألاطروحة للعيش في بيئة جيدة، لا يمكن ومن المستحيل أن نجدها إذا قمنا بإعادة تدوير نظام الحكم السابق، وإبقاء غزة بذات الدوامة التي عاشت بها ويعيش بها غالبية الشعب الفلسطيني، حيث يتم تدريسه بالمناهج التعليمية الرسمية على الكراهية والعدوان.

وقد قيل مسبقاً أنه من المستحيل أن تفعل نفس الشيء عدة مرات، وتتوقع نتائج مختلفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة