نقاط استوقاف على هامش الاحداث استغلال الدين والغباء في الصراعات
نقاط استوقاف على هامش الاحداث استغلال الدين والغباء في الصراعات
كايد سلامة
الصراع في الشرق ليس ايدولوجيا انما مصالح مزركشة تحت عباءة الدين.
يحكى ان ابان الاستعمار البريطاني للهند، مر يوما السفير البريطاني بسيارته مع قنصل بلاده في احدى شوارع نيو دلهي، رأى شابا هنديا جامعيا يركل بقرة امام حشد من الهنود، امر السفير سائقه بأن يتوف، ترجل من السيارة بسرعة توجه نحو "البقرة المقدسة" يدفع عنها الشاب مانعا إياه من الاستمرار في ضربها بصراخ وسط ذهول الحاضرين، مسح يده على جسم البقرة طلبا الصفح والمغفرة، فما كان من الحضور الا السجود للبقرة كون الغريب سجد لها، وبعدها انتقموا من الشاب انتقاما لقدسية البقرة.
عاد السفير الى سيارته ليركب جنب القنصل الذي بادره بالسؤال عن سبب فعلته، اجابه السفير: ركلة الشاب للبقرة هي صحوة وضربة للعقيدة التي نريدها التي تخدم مصالحنا فواجبنا ان نحافظ عليها، الجهل والخرافة هي جيوشنا في تسخير المجتمعات، لو سمحنا لهم بركل العقائد لتقدموا علينا.
# هذه الحكاية لحد معين تنطبق على ما قام به نتنياهو، نتنياهو على مدار سنين حكمه الطويلة ساهم مع سبق الاصرار في بناء وتعاظم قوة حماس، فقط خدمة لمصلحته الشخصية على المدى القريب والبعيد، حماس بالنسبة له قميص عثمان، يقنع به اتباعه، انه الافضل من بين السياسيين وهو الاقدر على محاربة حماس وحمايتهم منها، جمهور اليمين الذي ينتمي اليه مقسم، الى عنصريين، اغبياء عنصريين، وتجار سياسة، يبحثون عن مناصب لاتباعهم، كونه رجل فاسد وكاذب يمكنه ان يرضي شريحة كبرى من هؤلاء، بهذه السياسة اضعف السلطة الفلسطينية بحجة انها غير قادرة على محاربة حماس، في هذه الحالة لا يمكن تسليم السلطة الفلسطينية اراضي مقابل إحلال السلام، وابواب الاستيطان مشرعة امام اتباعه من اليمين. نتيجة نهجه لهذه السياسة الدولة لم تحظ لا بالسلام ولا بالأمان.
# حزب الله وسلاحه جيش إيراني يحمي فقط المصالح الإيرانية، قبل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان كان شبه اجماع وقناعة في لبنان ان سلاح حزب الله هو لحماية لبنان وموجه فقط ضد إسرائيل لتحرير الجنوب اللبناني، لاحقا تبين ان السلاح الحزب لا يخدم المصالح اللبنانية الا إذا توافقت مع المصالح الإيرانية واذا تعارضت فيكون إيرانيا مدعوم بالحجج، قبل سنة ٢٠٠٠ سلاح الحزب خدم إيران في عدائها مع اسرائيل وخدم لبنان في تحرير جنوبه المحتل، بعد التحرير وتحديدا بعد مقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان وصل الخلاف بين حزب الله ومعارضيه اللبنانيين أوجه (صراع محاور حزب الله واتباعه في المحور السوري الإيراني وتيار المستقبل والقوات والاشتراكي سعودي عربي غربي) ساد لبنان موجة اغتيالات طالت المعارضين لإيران و لحزب الله! عملية خطف الجنود الاسرائيليين سنة ٢٠٠٦ كانت بإيعاز إيراني، لبنان دفع الثمن، لم يتردد الحزب في توجيه سلاحه ضد اللبنانيين في ايار ٢٠٠٨ اجتاح بيروت وحاول اجتياح الجبل. دخوله على خط الازمة السورية ايضا خدمة لمصالح إيران، ليس للبنان دول معادية معنية في محاربته، ضعفه واطماع بعض فئاته حولته الى ارض الصراعات الخارجية، خلاصة القول إذا قررت إيران دخول الحرب فما على الحزب الا الطاعة.
# بعد مقتل عدة جنود وضباط دروز في الحرب الدائرة عاد من جديد الى الواجهة قانون القومية وكامينتس، هناك استفاقة، يمكن حرج او ندم عند بعض السياسيين بما الحقوه من ضرر وفق تعبيرهم بحق الدروز، نحن لا نطلب حق المواطنة من باب الشفق والاسترحام، انما حق قانوني يكفله النظام الديمقراطي، إذا هان على الدولة ان تتعامل معنا نحن الدروز بعنصرية واليوم تعيد حساباتها خجلا من دماء شبابنا، علينا ان نتعالى ونطلب المساواة لجميع المواطنين في البلاد دون استثناء، نحن لا نقبل تعديل العنصرية بالعنصرية. بعد الحرب غالبية التغريدات الجميلة ستتلاشى ويعود شبابنا الى معاناتهم حيث كانوا من قبل، لا أحد يكترث لهم بحق لا قياداتنا ولا الحكومة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات