تلخيصات أولى لـ"محنة" اختطاف جثة الفتى تيران فرّو في جنين
تلخيصات أولى لـ"محنة" اختطاف جثة الفتى تيران فرّو في جنين
مرزوق الحلبي
ـ أهم ما في هذه المحنة أننا خسرنا فتى قضى في حادثة طُرق، بحياته وحلمه وعالمه ـ وهي الخسارة الأهمّ لعائلته أوّلا ولكل مَن عرفه.
ـ اختطاف الجثّة أعطى لحادثة طرق مأساوية بُعدًا مأساويًّا إضافيًّا هو جزء من مأساة الشعب الفلسطيني المنكوب ليس فقط بالاحتلال بل بممارسات تقلّده خطوة خطوة. ومن هنا بقيّة الملاحظات.
ـ عملية تحرير الجثمان من خاطفيه في مجملها هي ثمرة جهود فلسطينية وعربيّة خالصة في البلاد والإقليم .لا دخل للاحتلال بها ولا لضبّاط دروز يخدمون في صفوفه.
ـ علينا الانتباه لحقيقة الرفض الفلسطيني الرسميّ والاجتماعيّ لحادثة الاختطاف والتجنّد الواسع والصادق والعمليّ في كلّ مكان لتحرير الجثمان. الأصوات المهيّجة كانت معزولة ومحدودة.
ـ لمسنا في الماضي وفي هذه "المحنة" ذاك الوعي السياسي والاجتماعي في كل قيادات الشعب الفلسطيني في البلاد لحساسيّة العلاقة بالطائفة المعروفية. وهم جادون لمواجهة سياسات صَهْيَنة الدروز وتكريس فصلهم عن تاريخهم وزجّهم رأس حربة في الاحتلال وممارساته. وعلى الدروز كافة أن يُدركوا أن أبناءهم يخدمون في جيش احتلال يرتكب الفظائع وليسوا نشطاء في دير الأم تريزا!
ـ التعاطف التلقائي للناس مع الضحيّة وأهل الضحيّة يُحسب للناس علما بوجود قوى ـ نعرفها بالاسم والسيرة ـ أرادت أن تأخذ هذا التضامن الإنسانيّ إلى تهريج ووضعيات وعنتريات ومشاهد ينسخونها عن اليمين الإسرائيلي العنصريّ. لكن طيبة الناس الفطريّة كانت غالبة. لم تخلُ هذه المحنة كما في كل "محنة" من متسلّقين وانتهازيين في الدالية والطائفة علما بأنهم في سيرتهم وأدائهم ألحقوا بالدالية وبالناس أضرارًا تفوق جريمة خطف الجثمان.
ـ برز بشكل واضح من مشهديّة هذه المحنة ومن سلوك البعض هذه الفجوة التي ينبغي أن تُعالج بالعقل بين تموضع الدروز قبالة الفلسطيني ضحية الاحتلال والقمع، وهو تموضع لا يخلو من استعلاء وعنصريّة واستقواء وتبجّح وبين تموضعهم "الهادئ" مقابل السلطة الإسرائيلية وقوانينها وظلمها، وصل حدّ أن الذين يتلقون أوامر هدم وغرامات بموجب قانون كمينتس يخافون من مصارحة الناس بذلك! إنه جرح دامٍ في الهويّة آمل ألّا يطال الروح. أو بكلمات أخرى ـ أرجو ألّا تكون المؤسسة الإسرائيلية استطاعت إنتاج الدروز على شاكلتها وأنه لا يزال هناك مكان للإصلاح.
ـ سنقبل جدلًا فرضية التعاطف والتضامن في هذه المحنة بين أبناء المجتمع المعروفيّ لكننا نسأل لماذا لا نرى هذا التضامن مع 500 أسرة درزيّة تلقّت حتى هذه اللحظة أوامر بهدم بيوتها أو غرامات بموجب قانون كمينتس تصل إلى 360 ألف شيكل، بقوة سياسات التخطيط ومحاصرة القرى المعروفية وتنغيص عيشها؟
ـ علينا أن نصارح بعضنا في أن بعض المتواطئين مع سياسات التخطيط ومحاصرة الدالية وغيرها بسياسات الخطّ الأزرق ركبوا "المحنة"، وعادة ما يركبون مواضع الكسر، لحرف النظر عن قضايا حارقة يعيشها الناس وتضيّق عليهم عيشهم ـ سياسات التخطيط والهدم والغرامات مثلًا!
ـ مثل هذه المِحن تُستعمل كأحداث مصمّمة للهويّة ـ وهنا الدرزيّة ـ وهو الموضع الحسّاس الذي تنفذ فيه المؤسّسة الإسرائيلية إلى تمرير رسائلها، وغالبًا ما تنجح. فإذ بالقضية صراع بين الدروز وباقي شعبهم من الفلسطينيين أو في "الإسلام" علمًا بأننا حيال حالة احتلال سافرة توقع الفظائع كلّ يوم ويُزجّ فيها أبناء الثقافة الواحدة ضد بعضهم. وقد يسقطون في معمعان الصراع ضحايا سُدى.
ـ سرّني أن بعض الأخوات والأخوة الدروز اكتشفوا ضرورة "الإنسانية" في بناء العلاقات ورؤية الكون. آمل أن يذهبوا مع إنسانيتهم خطوات أخرى كي يروا المآسي اليوميّة للواقعين تحت الاحتلال في جنين ومنها مآسي قتل فتيان وفتيات وسجن أناس واختطاف جثامين واحتجازها للمقايضة بها.
ـ أطالب بمحاكمة الذين اختطفوا الجثمان على فعلتهم الكارثيّة ولأنهم اضطرّونا إلى كتابة هذه الكلمات.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات