مقولة: العرب وتضييع الفرص

Post

مقولة: العرب وتضييع الفرص

كايد سلامة

اقله الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة اثبتت صدق هذه المقولة ، البحر والعدو يُحيطون بنا من جميع الجبهات، بينما القيادات العربية مُنشغلة بالمناكفات فيما بينها، تركوا العدو يكبر ويتعاظم حتى اصبح قوة في مكان اتخاذ القرارات، اما نحن تحجمت قوتنا لأننا وقعنا في الشباك التي نصبها لنا اعدائنا السياسيين، وخرجنا اليه كما نحن بضعفنا وبعاهاتنا، "مُستلين" أقسى اللعنات والدعوات عليه!، مشرذمين ومنهمكين من الصراعات الداخلية، وقسم  منا بقي يسترق الأحداث من النوافذ وكأنه منزه ومحصن عن الإساءة، يزاود على المشاركة بالانتخابات بلا بدائل عملية يمكن ان تساعدنا في التصدي لليمين العنصري.

يحاول بعض السياسيين العرب الهروب من مسؤوليتهم عن اسقاط حكومة التغير، بوصفها اكثر يمينية واكثر ظلما للعرب و... وأيضا انها اسقطت من الداخل، بغض النظر عن حقيقة هذه الادعاءات، الخطر الأكبر من بن غفير وزمرته علينا نحن العرب أكبر من أي تهديد على اليسار الإسرائيلي او على مؤسسات الدولة، دعمها من الخارج بالنسبة لنا كعرب وبقائها أفضل بأضعاف من حكومة يقودها نتنياهو مع سموترتش وبن غفير، لكن المناكفات والمزايدات بين الأحزاب العربية هي بوصلة العمل وليس مصلحة الشعب.

نجاح سموترتش وبين غفير في توحيد صفوفهم في قائمة واحدة، لا يوصف بأقل من وصمة عار على المجتمع العربي برمته وبالأخص على رؤساء الاحزاب العربية، هذان الشخصان تاريخهم حافل في صنع الارهاب ضد العرب، خطرهم على الاقلية العربية بصورة شمولية مسألة وقت، لا يحتمل اي مراهنة، اسأل القيادات العربية كيف لشخصين بهذه الصفات الاجرامية الظالمة ان يتوحدوا، بينما الضحية ممثلة برأس هرمها القيادات المتعلمة والمثقفة مشتتة!، دخلت الانتخابات في عدة أحزاب، شاهرة سيوفها والسنتها السلِطة على بعضها! تركت العدو، وقاتلت بعضها البعض!

لماذا لم تُفرض لجنة المتابعة وشخصيات بارزة في المجتمع العربي دخول جميع الأحزاب وبعض المستقلين العرب اصحاب الباع الطويل والقامات المرموقة في قائمة واحدة!  وبعد الانتخابات تنفصل القوائم وكل حزب يعمل وفق اجندته! لو كانت النوايا حسنة اقله اتفقوا على اية صيغة من شأنها ان تمنع حرق عشرات الالاف من الأصوات! نتفهم انه من المستحيل تخطي الفوارق الايدولوجية بين الجبهة والموحدة، لكن يمكن ان يدخلوا في قائمة واحدة فقط لخوض الانتخابات...ما المانع!؟

بعد هذه النتيجة المذلة امام الاحزاب العنصرية ذات طابع الفاشي، التي تشكل خطر وجودي على الاقلية العربية، أولا الاحرى برؤساء الاحزاب العربية الاستقالة من منصبهم، وترك الساحة لوجوه جديدة، اقل منهم انانيه وأكثر تفهما لمشاكل جماهيرها، في الحد الأدنى لهم علاقات جيدة مع جميع الأطر، يمكن ان ينبت منها شيء.

ثانيا ليس عيبا ان تكون مرجعية للقائمة المفترضة اشبه بالأحزاب الدينية في إسرائيل، الخلافات المستعصية بينهم تعود الى المرجعية، حفاظا على البيدر من الانقسام، الأقلية العربية لا تحتمل المزيد من القوانين العنصرية ضدها، فهي منشغلة جدا بقوت يومها وسكنها، وهذا من مخلفات القوانين العنصرية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة