خيبة أمل في الطائفة المعروفية من نتائج انتخابات الكنيست الـ25
خيبة أمل في الطائفة المعروفية من نتائج انتخابات الكنيست الـ25
نتائج انتخابات الكنيست ال 25 جاءت مخيبة للامال في المجتمع الدرزي في إسرائيل ويأتي الشعور بالخيبة لأن هذه النتائج اسفرت عن دخول عضو كنيست واحد من اصل ستة مرشحين في الأحزاب المختلفة حيث وبشقّ الأنفس واللحظة الأخيرة بعد فرز 100% من الأصوات استطاع حمد عمار، الوزير السابق في وزارة المالية ان يدخل الكنيست من موقعه المرشح السادس من حزب يسرائيل بيتنو برئاسة افيغدور ليبرمان.
هذه النتائج أوضحت ان المجتمع الدرزي لم يخرج بكثرة للتصويت ولم يعطي اصواته الى أعضاء الكنيست وهذا على ما يبدو بسبب خيبة امل في الشارع والدرزي، وان اعضاء الكنيست لم يفعلوا كفاية في معالجة القضايا الملتهبة التي تهدد مستقبل الطائفة الدرزية والتصويت لم يكن بكثرة للاحزاب التي كانت داخل الكنيست حيث ان اعضاء الكنيست في هذا الائتلاف كان ممكن ان يغيروا قانون كيمينتس وكان بإمكانهم اسقاط الحكومة على كثير من الامور، لكن فضّلوا الكراسي ومصالح احزابهم على حساب المواطن وما يحصل بالوسط الدرزي هو تنافس على المقاعد فقط.
بدلا من ان تكون المعركة على كرامتنا وانجازات، كانت هناك حرب على المقاعد والموضوع اصبح شخصي وكل انسان تهمه مكانته ومركزه ولا يهمه المجتمع لذلك هناك خيبة في القرى الدرزية والتصويت للمرشحين الدروز في القوائم المختلفة كان تصويت شخصي حيث غلبت الشعارات مثل " صوتي لابن بلدي " " ومنا وفينا " بغض النظر عن الإنجازات اذا كانت او الرؤية المستقبلية .
الملفت للنظر ان اغلبية الأصوات وبهذا النهج الشخصي ذهبت عمليا الى الأحزاب التي كانت السبب بزعزعة الامن والأمان في القرى المعروفية وتهديد مستقبل أبنائها كحزب "المعسكر الرسمي" برئاسة بيني غانتس الذي حاز على اغلبية الأصوات والذي يضم بداخله جميع المبادرين على تشريع قانون القومية وقانون كمينتس مثل غدعون ساعر وزئيف الكين وغيرهم كما وفي الحقيقة بيني غانتس عندما كانت هناك مرشحة درزية "غدير مريح" حصل على اكثر من 20 الف صوت ولكن لم يحرك ساكنا لتغير الوضع في قضايانا المصيرية.
وجود الممثلين الدروز وعدم وجودهم في المرحلة وحسب نتائج انتخابات الكنيست ال 25 لا يساوي شيء حتى اذا دخل حمد عمار فهو سيقبع في المعارضة ولن يستطيع تغير أي شي من الوضع الراهن.
بلا شك الطائفة الدرزية طائفة مشتتة من عدة نواحي وخاصة من الناحية السياسية حيث لا يوجد انتماء سياسي للطائفة الدرزية وليس لها اي ثقل او تأثير على مجريات الامور في الدولة وهذه الانتخابات اثبتت ذلك .
جميعنا كمجتمع نعاني من الاجحاف بحقنا ومن تأثير الأحزاب العنصرية والقوانين التي يتم سنها من قبل الأحزاب الصهيونية واليمين المتطرف الذي يهمن على الخارطة السياسية في اعقاب نتائج هذه الانتخابات ونكون نحن كمجتمع درزي بشكل خاص سنعيش ونعاني من تداعيادتها ومن القوانين العنصرية المزمع سنها من اليمين المتطرف والتي ستضاهي ، قانون القومية ،وقانون كمينتس كامينتس ، واستمرار التضيق ومصادرة أراضينا ، انعدام التخطيط ومشاكل البناء ، انعدام أماكن عمل ، وعدم وجود حلول للشباب والاجيال القادمة في شتى المجالات.
برأيي، حان الوقت كذلك ان ننتخب اشخاصا يهمهم مجتمعهم ويؤمنون في العمل البرلماني والتضحية ولا يفضلون مصالحهم الشخصية الكنيست مكان لمصالح الناس وليس مكان للعبادة، يجب سن قوانين تمنع العنصرية عنا وتحافظ على كيان المواطنين، هذا لم يحصل ولذا كانت هذه النتائج.
اتمنى لمجتمعي ان يكون ناقد وان يعمل على اصلاح الخلل في اقرب وقت وان لا تدوم هذه الحكومة او هذه الكنيست لاكثر من نصف وان نعاود انتخابات الكنيست مرة اخرى.
علينا كطائفة صغيرة واقلية داخل اقلية ان نعيد حسابتنا وان نخطط مسارنا السياسي من جديد بحيث نعول على كوننا مواطنين أصحاب ارض وحقوق متساوية ونطالب بها من هذا المنطلق وليس من منطلق الاستجداء "والخدمة العسكرية" التي حتى الان لم تأتي بنتيجة منطقية ولم تؤمن لنا أي من حقوقنا كمواطنين في هذه الدولة.
نعم يجب ان نعيد التفكير بوضعنا وان نقوم بتنظيم داخلنا السياسي والاجتماعي بشكل عقلاني وواعي وليس عاطفي لكي نضمن مستقبل افضل لابنائنا وبقائنا.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات