جهل الدين والزواج المختلط في طائفة الموحدين
جهل الدين والزواج المختلط في طائفة الموحدين
كايد سلامة
منذ ما يقارب ال ألف سنة حاول الموحدين الدروز ان يعيشوا في اماكن جغرافية بعيدة ونائية، في انغلاق وتكتم على حياتهم الاجتماعية والدينية، منعا من الاختلاط والمشاكل، ليحافظوا على كيانهم ومعتقداتهم الدينية قدر المستطاع، مع هذا الحرص على الانغلاق كان تاريخهم حافل بالحروب والدماء. باب العقيدة مفتوح للخارجين ومقفل امام الداخلين، من يخرج عن المذهب لا يمكن ان يعود اليه لا دينيا ولا اجتماعيا، الا إذا عاد الى مسلك السلف عندها يمكن ان يقبل بشروط معينة، المجتمع التوحيدي بغالبيته لا يقبل هذه الحالات، من لا يلتزم عادة يترك مكان سكناه، والتعاطي معه يكون نادرا، خوفا من تفشي هذه العادة واختلاط دمه ونسبه مع ذرية الموحدين الخالية من أي اختلاط، تلقائيا يكون قد قرر انه خارج السرب، مع هذه الصرامة لم يستطع المجتمع تجنب الاختلاط.
الزواج المختلط وتغير المذهب هو عدم قبول حكمة الله في خلقه، الله خلق كل منا على معتقد وعلينا قبوله، من الصعب بل من المستحيل ان يتساهل المذهب الدرزي ويقبل بدخول عادات وتقاليد وانماط حياة مختلفة تؤثر عليه بسوء، الموحدون يحترمون كل ملة وما تعتنق، لا يتدخلوا بإيمان الآخرين حتى ولو عبدوا الاوثان. عدم التزام شريحة ليست قليلة من الدروز بأسس العقيدة أدى الى اضرار بالغة بمجتمع الموحدين، تقلص عدد الدروز الاف مؤلفة بسبب الاختلاط، نعاني اليوم من جهل ديني مدقع بالأخص بين الشباب، نسبة كبيرة منهم لا تعرف ابسط الأمور عن ايمان الدروز، علاقتهم بطائفتهم، فقط انهم ولدوا لأهل دروز، ومن باب احترامهم لرموز الطائفة (علم الموحدين، مقامات، مشايخ..) لهذا الخلل عدة أسباب من أهمها تقصير الاهل والمجتمع الديني، أدى الى تجهيل أجيال، من هذه النقطة الطريق قصيرة الى الضياع.
هناك من يعتقد ان الابتعاد عن الدين يعني ثقافة، والثقافة بنظرهم تعني العلمانية، العلمانية تعني ترك المعتقد! الانفتاح بنظر هؤلاء يعني ايضا الزواج المختلط! الانفتاح بنظر سلفنا الصالح تقبل الآخر واحترام معتقده ودينه، والتعايش معه على ما هو عليه، وبقائي على معتقدي، أحد أكبر أولياء الدروز السيد الأمير أوصى في وصيته لجاره الطيب المسيحي من آل سركيس، جمعتهم الجيرة والعلاقة الحسنة، هذا الانفتاح المطلوب، هذه الثقافة التي نريدها ان تسود.
في المفهوم الديني ووفق المذهب، الزواج المختلط يعني ارتداد عن العقيدة، لكن ذريته من بعده يُعدوا دروز، من يتزوج من ذريتهم لا يسمح له ايضا ان يسلك مسلك الاجاويد. بين الحين والآخر تحدث ضجة في الطائفة اثر زواج مختلط من دور ثاني، هذه الضجة غير مبررة، في مثل هذه الحالة هي طبيعية.
نحن الموحدين غالبيتنا نعيش بعصر غير مهيئين له اجتاحنا "الانفتاح" ونحن بغفلة، بعيدين عن تعاليم المذهب، مشايخ وزمنيين، منا يعيش الابتعاد عن جهل ومنا عن معصية، تركنا الجوهر واتبعنا المظهر، عند اول امتحان تنهار أبراج "النجاحات، والتدين" لأنها سطحية وزائفة وغير متصلة مع القاعدة التوحيدية. من اهم مهام القيادات الاجتماعية والدينية هي ان تبقى على الدوام ديناميكية متحركة داخل المجتمع وتحاول تصحيح المسار وفق الدين وشروحاته التي وضعها السيد الأمير (ق) لكي تكون حركتها فعالة يجب ان تكون غنية بالمعلومات والاهم صادقة في قناعاتها واعمالها، الدروس والعبر الأكثر نجاعة تتأثر من أفعال الاشخاص الصالحة أكثر من الكلام.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات