الانتخابات المحلّية فرصة لإنهاء "زمن التفاهة"
الانتخابات المحلّية فرصة لإنهاء "زمن التفاهة"
بقلم: مرزوق الحلبي
ليس لديّ ترف أن أحصر نفسي في مجال من المجالات المحبّبة عليّ كالشعر أو الفنون أو الدراسة أو التدريس وأقول بعدها: "قمت بواجبي". مقولة تعني في كثير من الأحيان "ليكن من بعدي الطوفان"! ومن هنا متابعاتي للشأن العام وللسياسة بأوسع معانيها وجغرافيتها. من هنا اهتمامي بتحوّلات مجتمعنا كما تنعكس على صفحة الأيّام لا سيّما في الانتخابات للسلطات المحلّية أو العامة. وعليها ملاحظاتي:
ـ مبارك إقدام قوى شبابيّة في دالية الكرمل وسواها على خوض الساحة المحلّية في قوائم للعضويّة والرئاسة. هذا علمًا بأن هناك بعض "شباب" يعيشون في القرن الماضي من حيث عصبيّاتهم الحمولتية وتفكيرهم.
ـ نحن كمجتمع دخلنا "زمن التفاهة" في كلّ حقول حياتنا وفي كلّ مواقعنا، من مدّة طويلة. وسيطر التافهون على مفاتيح الحياة عندنا في كثير من بلداتنا وأطرنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا لا سيّما السلطات المحلّيّة. وقد جلبوا الخراب وصادروا مستقبل المجتمع وأهدروا طاقاته ومقدّراته وأشاعوا ثقافة التسطيح والهبوط في كلّ شيء وأقصوا من الحيّز العام قوى وطاقات بانية ورأسمال اجتماعيّ هائل التأثير لو تمّ استقماره. وقد تحالف التافهون ـ كما في الحكم المركزيّ ـ مع عائلات على محور الجريمة. وكلّنا نلمس النتائج يومًا يومًا وساعةً ساعة.
ـ هناك ضرورة أن تتقدّم قوى الدمقراطيّة والمعقوليّة وكلّ المهارات التكنوقراطية والكفاءات وكلّ الطاقات الأكاديميّة وكلّ الناس الطيّبة والأصيلة إلى الصفوف الأماميّة. إذ، لا يُمكننا أن نغيّر من أوضاع بلداتنا وننهض بها ما لم تتحسّن القوى البشريّة الفاعلة في الشأن العام وفي السلطات المحليّة والمؤسّسات البلدية. أفضل الطاقات ينبغي أن تتولّى مفاصل الحياة وتقود مجتمعنا وتُدير حياته وشؤونه. ولا يحصل هذا الأمر دون أن تخوض هذه القوى معمعان المعارك البلدية وسواها من حقول الحياة.
ـ نحن بحاجة إلى هذا التحوّل لهدفين. الأوّل ـ لزيادة مَنَعة المجتمع واستعادته لزمام أموره ابتداءًا من البلدة والقرية والمدينة. وهذا يعني توظيف الميزانيات المحدودة أصلًا في مصلحة الناس والبلد والحفاظ على أراضي بلداتنا ومقدراتها لصالح أجيالها ومستقبلها. الثاني ـ لتعزيز قدرات المجتمع على مواجهة الحاصل في الدولة وإعادة تنظيمه استعدادًا للمرحلة المقبلة، ولن تكون سهلة.
أدعو نفسي وغيري إلى الانتظام وإلى الخوض في السياسة المحلّية من أوسع أبوابها. علينا ألّا نترك المجال للقوى التي خرّبت قُراها ومُدنها. بإمكاننا أن نقترح على الناس سياسة أفضل بكثير وحياة ذات معنى. والسياسة كأي نشاط إنساني أو حياتيّ يُمكنها أن تكون مبنية على معايير وضوابط وأخلاقيات. أقول هذا وأدرك أن بعض قوى المجتمع في دالية الكرمل وسواها تريدها احتكارًا للتافهين والـ"عسكنيم".
(دالية الكرمل ـ 1 آب 2023)
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات