الاعلام العربي يزج الطائفة الدرزية باتون الحرب على غزة
الاعلام العربي يزج الطائفة الدرزية باتون الحرب على غزة
بقلم : كايد سلامة
سيرورة اتهام العرب والاعلام العربي للدروز ووضعهم في دائرة الخيانة والعمالة للغرب مستمرة رغم علمهم بأن غالبية التهم مجرد تبلي، بعض القنوات الرئيسية في العالم العربي تسلط الضوء على الطائفة الدرزية، وكأنها رأس الحربة وبعضهم يعلق ان الدولة لا تعد ضحاياها من الدروز لكونهم مرتزقة! هذا التضليل فيه الكثير من التجني من غير وجه حق، تلك القنوات ووسائل الإعلام لا تتطرق الى الاعداد الهائلة من المجندين العرب طوعا في الجيش الاسرائيلي وهم أكثر عددا من الدروز المجندين قسرا.
لا نستجدي الاعلام العربي بوقف الاعلام المحرض، سأعيد بعض المعلومات عن عمالة باقي العرب ضد وطنهم وشعبهم والتي ساهمت في اقامة دولة اسرائيل ونحن الدروز منها براء. لو سلمنا ان التجنيد الاجباري الذي فرض على الدروز سنة 1956 خيانة، لنعد الى سنة 1954، كتب البرفسور الباحث قيس فرو في كتابه دروز في زمن الغفلة ص 265: "في 9 تموز/ يوليو 1954,اصدرت وزارة الدفاع مرسوم التجنيد، وارسلت اوامر تجنيد الى 4520 شابا عربيا، استجاب منهم 4000 سجلوا اسماءهم في مكاتب التجنيد. ظل هذا التجنيد معلقا حتى نهاية سنة 1955 حين عاد بن غوريون الى رئاسة الحكومة واوقف كل حديث عن تجنيد العرب" أكثر من تسعون بالمئة استجابوا الى طلب التجنيد! بكلمات اخرى تسارعتم الى الخيانة في اول فرصة، ولم تقبل بينما كان وضع التجنيد عند الدروز، يقول قيس فرو في ذات الكتاب ص 284 " بحسب المعطيات التي عرضها مكتب التجنيد امام هذه اللجنة لم يوافق سوي 28% من المطلوبين للخدمة الاجبارية على تسلم اوامر التجنيد، اذ رفض 291 شابا درزيا من اصل374 مطلوبا للخدمة العسكرية"
اما كتاب المؤرخ اليهودي هيليل كوهين "جيش الظل" يكشف فيه حجم عمالة المتعاونون الفلسطينيون مع الصهيونية منذ سنة 1917حتى سنة 1948، يحتوي هذا الكتاب على ما يقارب ال 360 صفحة مليء بالفضائح، سأحاول ذكر بعضها، في صفحة 27 يقول انطلق الى لندن في تموز سنة 1921 وفد رسمي يمثل المؤسسات القومية في محاولة اخيرة يائسة لإقناع البريطانيين بالعدول عن وعد بلفور، سارع حسن شكري رئيس بلدية حيفا ورئيس الاتحادات الاسلامية الوطنية بإرسال برقية الى الحكومة البريطانية، يقول فيها نعارض بشدة موقف الوفد المذكور المتعلق بالمسألة الصهيونية، نحن لا نعتبر الشعب اليهودي عدوا يرغب في سحقنا بل خلافا لذلك نحن نعتبرهم شعبا شقيقا يشاركانا افراحنا واوجاعنا ويساعدنا في بناء بلدنا المشترك.....
يتابع في ص 29: عقد وايزمان اثناء زيارته فلسطين في ربيع 1920 عدة لقاءات مع مختلف الفلسطينيين وبدا واضحا بأنهم خلفوا لديه اسباب وجيهة للتفاؤل..... كما حظي باستقبال احتفالي في ابو غوش بالقرب من القدس، وفي نابلس وعده رئيس بلديتها السابق حيدر طوقان بنشر الصهيونية في مرتفعات السامرة.
ص 93 يذكر في سياق بيع الاراضي للحركة الصهيونية والعمالة، سنة 1927 كتبت صحيفة مرآة الشرق "إذا قمنا بتعداد الخونة، وفقا لبعض الصحف، سوف يصبح نصف اهالي البلاد خونة... ايعقل ان يقوم نصف الشعب بخيانة وطنه"!
اما في كتاب العرب الصالحون يقول هيليل ص 14 في أيار 1949 حضر عبد الرؤوف عبد الرازق من الطيبة في المثلث الذي كان من رجال وقيادات ثورة القسام البارزين سنة 1936 الى مقر قيادة الحكم العسكري وعرض عليهم ان يعمل كمستشار في خدمتهم!
ويتابع في ص 29 " في أيلول 1949 أبلغت قيادة منطقة حيفا ان أربعين شابا من باقة الغربية ممن خدموا في الجيش الأردني سابقا أبدوا رغبتهم في الخدمة في الجيش الإسرائيلي"
يذكر المؤلف أسماء عديدة من المتعاونون مع اسرائيل ويلمح للعديد دون ذكر اسمائهم من غالبية القرى العربية أمثال رباح عوض من قرية الغباسية، فارس حمدان من باق الغربية، مواطن من سعسع وآخر من المثلث ساءت احوالهم حتى ساعدتهم الدولة في إيجاد أماكن عمل بسيطة.
ص 169 يذكر: "في بداية الخمسينات بادر الياس مطر من عيلبون الى تجنيد شباب من عائلته وبعض المقربين منهم للجيش الإسرائيلي استجاب لتلك الدعوة ما يقرب من ثلاثين شابا".
الامثلة على احداث العمالة العربية لا تعد ولا تحصى، هناك معلومات عديدة ما زالت سرية لا نعلم شيء عنها اشد خطورة من تلك التي ذكرت، إذا ما قارنا الخدمة الاجبارية عند الدروز واعتبرناها عمالة فهي صفر امام العمالة الطوعية عند باقي العرب.
الي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب، رحم الله امرئ عرف مقدار نفسه.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات