حرب وضرب في لبنان

Post

حرب وضرب في لبنان

بقلم: مندي صفدي.

النجاحات الإسرائيلية في سلسلة الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسوريا والجبهة الإيرانية، تثير تساؤلات كثيرة في الأوساط اللبنانية والعربية حول مدى قدرة التغلغل الإسرائيلي في تنظيم حزب الله، ووجهت أصابع الاتهام إلى حزب الله يوم اغتيال العاروري، ولكن عندما قُتل قائد قوة الرضوان في هجوم نسب إلى إسرائيل أصاب سيارته في بلدة رباط السلام، التي تقع على بعد حوالي 11 كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل، يبدو أن الاشتباهات تزايدت اكثر واكثر حول وجود متعاونين من داخل المنظمة.

ويعتقد المسؤولون اللبنانيون أن طريقة اغتيال الطويل المعروف بالحاج جواد أكثر تعقيدا من مجرد رصد لمكالمات وتتبّعات لاسلكيّة، أو من خلال طائرات مسيّرة مراقبة، رغم أنهم يزعمون أن ما جعل الاغتيال ممكنا هو بلا شك معلومات استخباراتية تسربت إلى إسرائيل بالإضافة لعوامل بشرية عملت على الأرض، تمكنها من توجيه هجمات ضد شخصيات قيادية في حزب الله وحماس، كما حدث مع اغتيال نائب رئيس مكتب حماس صالح العاروري، أو زرع قنبلة جانبية كانت على ما يبدو الوسيلة في اغتيال الطويل .

ويشيرون إلى أن حزب الله يواجه تحديا صعبا في كشف الثغرات التي تتسرب من خلالها المعلومات إلى إسرائيل، والتي لا يعرف حجمها، كما يبدو عمق التغلغل الإسرائيلي داخل المنظمة كبيرا، فيما نُقل عن نائبٍ في كتلة الوفاء للمقاومة قوله إنه من الممكن أن تكون المعلومات التي تسربت إلى المخابرات الإسرائيلية قد وصلت من النازحين السوريين، لكن الواقع يشير إلى أن الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي تتطلب عملاً استخباراتياً على مستوى أعلى بكثير، والتي تتطلب وجود عامل بشري داخل المنظمة يتواجد في مكان الحدث في وقت تنفيذ الاغتيال. 

مصدر لبناني اخر يفيد ان عملية قتل القيادي وسام الطويل (صهر حسن نصرالله) ليس قصف بالطيران الاسرائيلي. عملية القتل تمت بعبوة ناسفة موجهة، مزروعة على جانب الطريق.
وما يؤكد صحة المعلومات الأمور التالية:

١-السيارة غير مقصوفة من الجو وسقفها سليم وجوانبها سليمة من اي مخلفات قصف.

٢-الشظايا ممتدة على جانب السيارة من الأول إلى الآخر وحتى الخلف، والشظايا التي على السيارة ليست شظايا طيران، بل شظايا عبوة.

٣-لاحظوا عصف التفجير كيف أثر على باب السائق، أي ان التفجير من الجانب الثاني.

٤-لا يوجد حفرة في أرضية السيارة.

وجاءت ضربة مباشرة لنصر الله من سمير جعجع الذي قال: " تدعو شخصا للضاحية وتعده أنها مكان آمن، وفجأة يتبين أن المكان ليس آمنا. فإذا لا يمكنك تفي بوعدك لا تدعيهم، فقد كان مخصص للعاروري فريق حماية, فكيف اغتيل العاروري ومن معه ولم يتأذى اي احد من طاقم الحماية التابع لحزبالله؟ فعلامة الاستفهام هنا كبيرة جداً..

الفشل الاستخباراتي ليس القضية الوحيدة التي تواجه حزب الله في الآونة الأخيرة، بل شرعيته في الساحة اللبنانية بدأت تأخذ منحى صريحا ومباشرا، وبدأت الانتقادات في إطلاق اسهم مباشرة وبوجه مكشوف فقد سمعنا سمير جعجع يقول اليوم : لفتني في المفاوضات الجارية بين محور الممانعة والموفدين الغربيين، وبالأخص الأميركييّن، حول إعادة انتشار “حزب الله” في الجنوب وأمور أخرى، أنّ محور الممانعة ينهي حديثه دائمًا بالجملة التالية: “ان هذه الأمور لكي تتمّ تحتاج إلى وضع داخلي يتّصل بملفّ رئاسة الجمهوريّة والحكومة”، الأمر الذي يُفهَمُ منه أنّ هذا المحور يضع رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة في إطار المفاوضات الجارية حول وضعه في الجنوب.

إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا، فرئاسة الجمهوريّة ليست بدلًا عن ضائع، ولن تكون جائزة ترضية لمحور المقاومة، ولن تكون أمرًا ملحقًا لأيّ صفقة لا من قريب ولا من بعيد.

إنّ رئاسة الجمهورية في لبنان هي موضوع قائم بحدّ ذاته لا علاقة له بأيّ صفقة أخرى. فبعد كلّ الذي جرى في لبنان وما يعيشه المواطن اللبناني أصبحنا وأكثر من أي وقت آخر بأمس الحاجة الى رئيس جمهوريّة فعليّ همّه ليس ترتيب أمور محور الممانعة ولا خدمته، إنما تنظيم أمور الجمهورية اللبنانية والالتفات إلى مصالح الشعب اللبناني.

نعم، أكثر من أيّ وقت آخر، نحن بحاجة إلى رئيس إصلاحيّ يعكف على تطبيق الإصلاحات اللازمة، كي تُشرّع أمامنا أبواب الاقتصاد العالمي من جديد لينتعش اقتصادنا ويعود اللبناني إلى سابق عهده من البحبوحة والازدهار.

وختم بإشارة قوية لنصرالله : نرفض أيّ رئيس صوريّ لا يتمتّع بالصفات المطلوبة لرئيس الجمهوريّة في هذه المرحلة، ويأتي كجزء من تسوية إقليميّة يجري النقاش فيها في الوقت الحاضر.  

في المقابل، يهاجم النائب ميشال معوض، رئيس الحركة الاستقلالية في البرلمان اللبناني، حزب الله بشكل مباشر على قراره ببدء الحرب ضد إسرائيل، ويقول: على اللبنانيين أن يجتمعوا على أولويّة حماية لبنان والحرب التي ينجر إليها البلد يوماً بعد يوم غصباً عن الجميع تشكّل خطراً على البلد

حزب الله أعلن بطريقة صريحة أنه هو من بادر إلى فتح جبهة الجنوب مساندة لغزّة ورغم أنّها في الجنوب إلا أنّ جميع اللبنانيين يدفعون ثمنها

لماذا على اللبنانيين أن يدفعوا ثمن حروب الآخرين على أرضهم دائماً؟ وهي ليست من المصلحة الوطنية إنّما هي حرب لإبقاء إيران لاعباً في اللعبة الإقليمية وتطبيق القرار 1701 هو ما يحمي لبنان واللبنانيين
بمنعنا الفراغ في المؤسسة العسكرية تفادينا الأسوأ إلا أنّنا لا نزال في السيء ولا يمكن أن تنتظم الأمور من دون انتخاب رئيس وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة