البدع في اعراسنا

Post

البدع في اعراسنا

بقلم كايد سلامة

دخل علينا تسونامي "الانفتاح" ونحن في حالة هشة غير مهيئين له غير محصنين ثقافيا ولا حضاريا ولا دينينا لاستقباله، تخلينا عن عادات وتقاليد كثيرة منها الحسنة ومنها السيئة، لكثرة انشغالنا وانغماسنا في عالم غريب عنا، هذا الانفتاح المباغت كشف عوراتنا واظهر سذاجتنا أصبحنا نتخبط في دوامة الجهل، أدخلنا الى مجتمعنا عادات منافية لصوفية مذهبنا، قانونية لحرية الفرد في الدولة، لكنها مدمرة لمجتمع محافظ كونها معارضة لأركانه، غالبية هذه البدع ظهرت جليا في المناسبات والاعراس.

عادات وتقاليد الزواج تختلف بين المجتمعات طبقا لاختلاف الدين والبعد الجغرافي والموروث الحضاري والثقافي، تلاشت غالبية الاختلافات التي تميزنا عن غيرنا وأصبحنا نقلد بعض العادات في المجتمعات الأخرى التي لا تتلائم مع كياننا، الاختلاط، الزي الفاضح، المصروفات الباهظة في الاعراس، غالبيتها ليست حيوية انما تماشي مع الشارع الذي فقد البوصلة، الشارع الذي يقوده التافهين يتسارع من سيأتي ببدع مكلفة أكثر، يحسن استغلالها دون رحمة غالبية من لهم مصلحة تعطي خدمات للأعراس، هذه المتاهة سقط فيها بعض العقلاء والمثقفين ورجال الدين. المصاريف الخيالية التي تذهب ادراج الرياح خلال ساعات، الأزواج أولى بها، او المحتاجين في مجتمعنا.

يتميز مجتمعنا في العقدين الاخرين بقلة الولادة، من المفروض ان يتبع هذه الميزة الحميدة تخطيط لبيوت صغيرة، بيوتنا كبيرة غير مستغلة بأكملها غالبيتنا نعاني سنين طويلة من الديون المتراكمة من جراء البناء. مع الضيقة المالية التي سببها لهم البناء غير المسؤول، يتابع الشاب الذي في مقتبل العمر عن غير مقدرة التبذير في عرسه، المفرقعات دلالة على بدأ أسبوع العرس وفي سهرة العروس! بدلات العرائس مع تسريحات الشعر ومشتقات الزينة التي تكلف مبالغ خيالية، في الآونة الأخيرة تكثر اعراس الافراح، حداي او حفلة زفاف، الحدا او المغني يمجد الي بالبسوى والي ما بيسوى من الضيوف المشاركين وعائلاتهم من غير اية معرفة! خلال جمعة العرس يقوم والد العريس مرغما تحت وطأة المقربين وبند "الكرم" بوجبات يومية! كل وجبة يمكن ان تكون وجبة العرس، وأيضا نحاول المزاودة في الوجبات المتبعة في الوليمة الرئيسية والنقلية! وهناك المزيد من الشكليات المكلفة للعرس بالحد الأدنى يمكن ان يصل التبذير الى ما يقارب ال سبعون ألف شيكل وأكثر!

 النقوط هو بمثابة دين يقدم لأبو العريس او العريس ليساهم برفع حمل العرس عنه، يستعمل عندنا لسد مظاهر البطر والبدع، ينتهي العرس والبناء ونكون محملين بديون ثقيلة معيقة، نسمع عن اعراس قليلة في مجتمعنا متواضعة مقتصرة على عشرات الاشخاص لا ينقاد أصحابها وراء شارع جاهل لا يعرف من الحياة الا سطحيتها.

قال الله تعالى في سورة الأعراف "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" اي يا بني آدم كونوا في حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتكم ونظافة وطهارة ونحو ذلك، وكلوا واشربوا من طيبات ما رزقكم الله، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في ذلك. إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة