"علاقة الدروز باليهود"
"علاقة الدروز باليهود"
بقلم : كايد سلامة
كثيرا ما نسمع ونقرأ عن علاقة تاريخية تعود الى الاف السنين تجمع بين الدروز واليهود، بل كان هناك منهاج تعليمي مبطن للمدارس الدرزية يروج لمثل هذه العلاقة، هل هذا صحيح؟!
ما رأي رجال الدين الدروز واليهود؟
الحقيقة التي يعرفها كل ذي عقل وصاحب منطق انه لا يوجد أدني علاقة دينية بين المذهب الدرزي والديانة اليهودية، الديانة اليهودية انبثقت قبل ما يقارب ثلاث الاف عام والمذهب الدرزي انشق عن الشيعة الاسماعيلية قبل ما يقارب الالف عام، اية علاقة يمكن ان تكون مع هذا الفارق الزمني!
المذهب الدرزي ينظر الى اليهودية بذات النظرة الى المسيحية، يقدس الأنبياء ويحترم طقوسهم وعقائدهم الدينية رغم الاختلافات.
مرافقة نبي الله شعيب صاحب المنزلة الرفيعة عند الموحدين الدروز النبي موسى عليه السلام وإعطائه الارشادات والنصائح في كيفية إدارة شؤون شعبه، هذا لا يعني بأي شكل اننا جزء من اليهودية او ان هناك علاقة خاصة بيننا أكثر من الديانة المسيحية على سبيل المثال، نحن نقدس السيد المسيح عليه السلام واتباعه من القديسين وفق مفهومنا التوحيدي الاسلامي.
"العلاقات التاريخية" الدرزية التي يتكلم عنها السياسيين الدروز واليهود هي مجرد "اجتهادات تجارية" يروج لها تجار السياسة وبعض "رجال الدين" من الدروز الانتهازيين المارقين الذين يحاولون بناء مرجعية مبنية على هرطقات، هؤلاء لا يختلفون عن جماعة سكين والدرزي، المخجل في هذا الطرح انه اجتهاد من طرف واحد، وانكار من الجانب الرسمي الاخر، رجال الدين اليهود تماما مثل رجال الدين الدروز لا يؤمنون بهذه البدعة.
من الاحرى القيمين على المعتقد الدرزي ان يحاربوا كل من يحاول تحريف المعتقد الدينني او المساس به او تسخير الدين والزي لمآرب مشبوهة. الطائفة الدرزية عبر تاريخها لم تتهاون مع أمثال هؤلاء، حاربتهم في سلاحها الديني الوحيد (الحرمان) في حال لم يتراجعوا عن تزوير التاريخ وتحريف الدين وإدخال بدع عليه، في صغري كنت شاهد على بعض الاحداث المشابهة التي حاربها فضيلة الشيخ المرحوم امين طريف (ر) بقوة، حتى انه رفض تعليم التراث خوفا من الالتباس والانزلاق الى الدين، هذا ما حدث، أدى الى بلبلة في مفهوم الهوية الدرزية ان صح التعبير عند أبناء الطائفة.
القيمين على المجتمع الديني بحاجة الى إعادة النظر في تعاطيهم مع أبناء المذهب عامة زمنين وعقال، عليهم تكثيف المحاضرات الدينية الهادفة وفق برنامج مصادق عليه من قبل المرجعيات الدينية الدرزية، وعلى ان يكلفوا رجال دين اكفاء علما ومسلكا وأصحاب سيرة حسنة بهذه المهمة المقدسة، وعدم السماح لأي شخص ان يقوم بهذه المهمة دون تكليف من المجتمع الديني، والا ستكون فوضى، ليس كل متعمم اهل لهذا العمل وليس كل صاحب علم أيضا، غالبية معاناتنا في السابق والحاضر، سببه رخص بعض الاكاديميين والمشايخ، الدافع من هذا التصرف من تحريف المعتقد وتزوير التاريخ، هو فقط مادي ومصالح شخصية تحت عباءة الدين.
كل هذه "الاجتهادات" في التقرب لن تجعل منا متساوين، بل اضرت بنا في الصميم، شريحة واسعة من شبابنا تجهل هويتها وانتمائها تعيش ازمة معرفة، ما يربطها بانتمائها العربي ليس سوى اللغة وبانتمائها التوحيدي خمسة ألوان!
ما يمكن ان يجعلنا متساوين مع الشعب اليهودي، فقط المطالبة بالمساواة من باب المواطنة في دولة ديمقراطية، وليس التملق والعزف على التجنيد الاجباري او تزوير التاريخ وتحريف الدين.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات