مدخل لفهم الانتخابات :​​​​​​​ واجب إفشال مخطط الحرب المُفتعلة 

Post

مدخل لفهم الانتخابات : واجب إفشال مخطط الحرب المُفتعلة 

بقلم مرزوق الحلبي

الانتخابات القريبة ليست بين الرئيس الفاشل رفيق قاسم حلبي وبين د. أكرم سعيد حسون، وإن بدت كذلك. هذه الانتخابات بالذات أكبر من الأشخاص الذين يخوضونها. بل هي بين الرئيس الفاشل وبين جميع أهل البلد الذين بدأوا نضالهم وتحركهم ضد سياسات الرئيس منذ سنوات، أي قبل أن يظهر أي مرشّح للرئاسة على الساحة. هي بين رئيس خان ثقة المواطنين ومصوّتيه وانتقل إلى صفّ السُلطة وهيئات التخطيط في سياساته وقراراته وعمله وبين أهل البلد المتضرّرين في كل مجالات حياتهم.

الانتخابات الآن هي بين أن تظلّ الدالية "لُعبة" في قبضة أفشل رئيس في تاريخها وأكثرهم تخريبًا وأذى للناس وأراضيهم وعلاقاتهم وجيوبهم، وبين أن تتحرّر من هذه القبضة وتنطلق لاستعادة روحها ومستقبلها.

هي بين أهل الدالية وتطلّعهم إلى حياة كريمة ومستقرّة وآمنة وبين رئيس يعيش على التفاهة والفِتن والتجبّر والتحريض والدسّ والانتقام والتهديد والإرهاب. أنا بحاجة إلى كمّ هائل من المفردات كي أفيه حقّه! بل أشعر في كثير من الأحيان أن اللغة، على سعتها، عاجزة عن وصف الوضع الذي نشأ جرّاء أسلوبه ونهجه. فقد تفوّق على نفسه في كلّ ما ذكرت. وفي كل يوم يمرّ كذبة أكبر من سابقتها!

لكن أخطر ما يحصل للدالية دون أن تشعر به هو سياساته في وضع عائلته ـ عائلة حلبي ـ بكل أوادمها وشيوخها وأبنائها وبناتها وتاريخها وإرثها واسمها الطيّب في صدام مع البلد وأهل البلد لأجل بقائه على الكرسيّ على الرغم من فشله المدوّي في كلّ شيء، وإقدامه دون غيره من الرؤساء على تسليم مقدّرات الدالية وأراضيها لهيئات التخطيط والحكم المركزيّ وإقرار خارطة هيكليّة هي محنة حقيقية لم نعرف منها سوى البدايات. لقد لمسنا إشارات هذه الحرب وبدأنا نلمس معانيها. فقد تعرّضت البلد لاعتداءين آثميْن هذا الأسبوع ولإعنداءين آخريْن الأسبوع الذي سبق.

في حالة كهذا علينا باليقظة كي نُفشل مخطّط الحرب الذي يريد الرئيس الفاشل أن يفرضها على عائلته والبلد للتغطية على التخريب الذي أحدثه في كلّ مساحة من حياتنا كمجتمع وأفراد وبلد وأرض. وهو ما يتطلّب منّا أشدّ درجات اليقظة على المستويات كافة. أوّلها يقظة الأوادم والشرفاء في هذه العائلة ورفضهم الانضمام إلى هذه الحرب الخاسرة والمدمّرة من خلال الاصطفاف مع أهل البلد ومصالحها لا مع "زعيم" يُريد عائلته وسيلة تخدم جنون العظمة أو عُقدة النقص عنده.

لا بدّ هنا من إرسال تحيّة للشرفاء والأصيلين من أبناء وبنات العائلة الذين يقاومون من سنوات نهج "الزعيم"، ويصرّون على الاصطفافِ مع أهل بلدهم ومصالحها وعلى رأسهم الشيخ الشاب، وسيم قبلان زيدان حلبي ورجل الأعمال مفلح عنتر حلبي اللذين قرّرا أن يكونا في مقدّمة الساعين إلى إفشال ضرب عائلة حلبي بأهل بلدهم.

على مستوى آخر، أتمنى على أهالي الدالية أن يُدركوا هذا المُخطّط ويعملوا على إفشاله. فلا ينجرّوا إلى حرب يُريدها "الزعيم" ستارًا لإخفاء فشله وإخفاقاته والأضرار التي ألحقها بالدالية وأهلها وأراضيها ومستقبلها. أهيبُ بكلّ الغيورين على بلدهم ألّا يقعوا في فخّ الحرب فيميّزوا بين مُشعلِها وبين ضحاياها من أهلنا.

لا أحد أكبر من بلدِه ولا عائلة أكبر من مجتمعها.

(دالية الكرمل ـ 9 آب 2023)

   

 

 

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة