لا كلمة تعلو فوق كلمة اهل الدين في الجولان.
لا كلمة تعلو فوق كلمة اهل الدين في الجولان.
بقلم : كايد سلامة
لا يخلوا اي شعب او طائفة من شواذ، عادة لا يعول عليهم، تسليط الضوء على فئة هامشية من باب محاربة ضررهم امر واجب من اجل الحفاظ على المجتمع. الطائفة الدرزية عامة عبر تاريخها عانت وظلمت من الاتهام الجماعي وتلفيق التهم، هذا فقط كونها قليلة العدد، لا يعني انه لم يخرج من بينها شواذ، لكن إذا ما حسبنا نسبتهم المئوية مقارنة مع مجتمعات أخرى لوجدناها اقل بكثير، من خصال البشر عدم تحمل مسؤولية الفشل وعادة ما تكون الفئة الأصغر هي الضحية، هذا الأمر واضح والمراجع التاريخية شاهدة. بعد أكثر من خمسة وسبعون سنة من محاولات استنباط هوية جديدة للدروز وما زال الشيخ والشاب والكهل متمسك بجذوره وحضارته ولغته وعاداته، اسلافنا من المشايخ عبر التاريخ وضعوا حدود لا يعبرها الا من يريد التخلي عن بيئته.
اهلنا في هضبة الجولان، عددهم قليل قراهم مجاورة بعضها لبعض، من السهل محاصرتهم واخضاعهم لأي مخطط، رغم هذا سطر التاريخ مواقفهم المشرفة والجريئة في الحفاظ على هويتهم السورية.
ظهر من بين ظهرانيهم بعض العملاء وحاولوا التأثير على الجيل الثالث والرابع بعد الاحتلال وثنيهم عن مواقف التاريخية لأهلهم في هضبة الجولان، هذا التاريخ فرض احترامه على شعوب العالم.
لا يوجد سبب وجيه او حالة امنية معينة تبرر بناء مجموعة طوارئ مسلحة من ابناء هضبة الجولان الا العمالة، السؤال الذي يطرح نفسه على تلك الحفنة ممن تتخوفون؟! هل لديكم أعداء متربصون؟! اليس العالم اجمع يعرف ويجل مواقف مجتمعكم المشرفة؟! حتى العقلانيين من الإسرائيليين يسار ويمين يحترمونكم لأجل تاريخكم!
أهلنا في هضبة الجولان لهم مرجعياتهم الدينية الخاصة بهم، هم قادرون على التصدي لمثل هذه الظواهر، سلاح الحرمان الديني والاجتماعي في جميع مناطق سكن الدروز (القروية) ما زال قوي فعال، لن يتهاونوا في وئد هذه الظاهرة، على دروز بلادنا وبالأخص المؤسسة الدينية ورؤساء المجالس وحتى السياسيين من جميع الأحزاب اليمينية واليسارية ليس عدم مساعدة تلك الحفنة انما محاربة هذه الظاهرة من باب المصلحة الدرزية العليا، ومساندة مشايخ الجولان، التجارة السياسية في هذا الشأن محرمة، أي شخص درزي مهما كان منصبه يؤيد تلك المجموعة لا شك ان له مصلحة شخصية وما يقوم به طعنه في تاريخ سلطان الأطرش ورفاقه.
لا تتوهموا بالاسرلة... نحن سكان هذه البلاد الاصليين، نخدم خدمة إلزامية في الجيش الاسرائيلي، وبعضنا ترقوا في سلم الدرجات العسكرية حتى اصبحوا جنرالات، وآخرون شغلوا مناصب رفيعة، تعلمنا منهاج تعليمي موجه من نشيد الاستقلال حتى اشعار بيالك، تعلمنا تاريخ وتراث وادب، يروج لهذا الفكر، كدنا نؤمن اننا اصبحنا جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسرائيلي، حتى أتت الصفعة حين شرع الكنيست قانون القومية، اقفلوا الابواب بوجوهنا، حتى الجنرالات الدروز الذين قضوا معظم حياتهم في الجيش واحيانا كانوا في دائرة الخطر، خدمتهم وتضحياتهم لم تشفع الدخول في النادي الإسرائيلي، فما بالكم انتم يا ايها السوريون! اختلاف الدين والحضارة والثقافة ليس عداء.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات