هبّة بني معروف.
هبّة بني معروف
مندي الصفدي.
عندما نقول انه لا يمكن ان تنتصر الثورة السورية دون ان تعود الى الشعب هذا ما قصدناه، ثورة شعبية تبدأ في ضواحي الأقليات وتمتد الى جبالها وسهولها، بعيدا عن التجار الذين باعوا ولائهم وقضيتهم للمصالح العثمانية والقطرية وغيرهم من ذوي المصالح المبطنة الخبيثة .
ثورة السويداء جاءت لتمنح فرصة ثانية لاستقلال وتحرر الشعب السوري، فرصة للامتناع عن تكرير أخطاء السنوات الاثنى عشر الماضية، والبدء بوحدة الصفوف والتكاتف حول هدف واحد لشعب واحد موحد، بعيدا عن أسلمة الثورة وأحلام الخلافة والامبراطورية الإسلامية.
ورغم ذلك تبقى التساؤلات والتشكيك بمصير هبة السويداء، وما هي السيناريوهات المتوقعة إقليميا ودوليا لثورة تعيد الحسابات بمصير سوريا كشعب مضطهد وكأرض مغتصبة وليس فقط من عائلة الاسد، بل تشاركها الاغتصاب جهات اظلم واشرس، تجاوزت حدود المعقول والبروتوكولات الدولية.
ثورة السويداء ستكون مفرق مهم للقرار بمستقبل سوريا، من جهة الشعب المطالب بالحرية والديموقراطية والكرامة، ومن جهة القوى الإقليمية والدولية التي أيقنت ان سقوط اسوار دمشق ستسقط كل ما تبقى من مساعي الاستقرار والسلام في المنطقة
.
انتشار الثورة لكافة محافظات سورية تشكل عامل مهم ومركزي لنجاح هبة السويداء لعودة الثورة للشعب، وبطبيعة الحال يضطر الامر لدعم دولي من خارج ساحة التظاهر، فالدعم الدولي يجب ان يقتصر على الدعم السياسي والقضائي، ومنع الانتهاكات الإنسانية التي شاهدناها في الجزء السابق، فأولى الخطوات المطلوبة هي حضر الطيران الحربي لمنع سيناريوهات القصف والبراميل التي شاهدناها في حلب، إدخال قوى حفظ السلام لتمنع انتهاكات الجيش السوري ضد المتظاهرين، واخراج جميع القوى الأجنبية من سوريا ابتداء من إيران وروسيا وامريكا وغيرها من قوى أجنبية والميليشيات المختلفة التابعة لها .
قرار الشعب السوري بجميع أطيافه لاستعادة الثورة تبدا بالخروج للساحات والميادين في جميع محافظات سوريا وأيضا بدول اللجوء، ولهذه الخطوة أبعاد استراتيجية مهمة لمنع إخماد هبة السويداء، فهبة السويداء هي الفرصة الاخيرة لنجاح الثورة، اذا سقطت فسيفقد الشعب السوري الامل بالحرية ويطأطئ راسه امام جلاده ومضطهده.
إذا اقتصرت المظاهرات على محافظة السويداء وحدها فسيسهل على النظام تعزيز قواه كاملة لإخمادها، لذا من المهم ان تمتد المظاهرات من شمالها الى جنوبها وشرقها وغربها لمنع إخماد الأمل الوحيد الذي بقي امام الشعب السوري لنيل الحرية والاستقلال، وأهمية المظاهرات في دول اللجوء هو إعادة الملف السوري للطاولة الدولية، والضغط على دول الغرب بالتدخل لمنع إخماد الثورة حتى ينال الشعب السوري حقه بالحرية والديمقراطية والاستقلال.
الشعب السوري لا يبحث على متسلقين ليترأسوا المشهد، بل على شرفاء يسعون لخدمة مصالح الشعب ويسعون لإيجاد من يتبنى المطالبة بالأسرع لإقامة لجنة متابعة من الامم المتحدة لتساند مطالب الشعب السوري وتتخذ قرارات جريئة وتفرض تنفيذها دون تأجيل، والتحرك السريع هو الضمانة لمنع معاناة إضافية للشعب السوري.
العمل الصحيح وفق استراتيجية مدروسة ومنع تغلغل الجهات المدسوسة للمشهد، هي الضمانة الوحيدة لاستقلال سوريا.
# لو خيّروني وكان لي القرار لطلبت من احد أبناء زايد ليقود سوريا لخمس سنواتها الاولي، لانهم الوحيدين في العالم العربي ذو الرؤية الوطنية لإعمار وازدهار بلادهم، والوحيدين الذين خلال خمسين عاما جعلوا من الصحراء القاحلة بقعة جنة يقتدي منها الشرق والغرب ويتسارع الجميع للتعلم منهم.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات