محور الانتخابات هو حقوق الناس والبلد
محور الانتخابات هو حقوق الناس والبلد
مرزوق الحلبي
من عادة السجالات الانتخابيّة أن تحجب الأسئلة الأساسيّة التي ينبغي طرحها. ويتمّ شخصنة النقاشات حدّ نسيان الفكرة التي في أساس العملية الانتخابيّة وأهدافها. الانتخابات في كل مكان هي للتداول على السلطة وإعطاء الجميع فرصة التنافس على إدارة الشأن العام والموارد العامة. وهي مناسبة لمساءلة الذين يُشغلون مواقع صنع القرار ومحاسبتهم على ما فعلوه ولم يفعلوه. وهكذا ينبغي أن تكون الانتخابات في الدالية.
بناء على فرضيّتي فالانتخابات ليست بين رفيق حلبي وبين أكرم حسون. وهو ما يريد رفيق حلبي أن يرسمه ويفرضه خاصة على عائلته. الانتخابات هي محاسبة أهل البلد جميعا بمن فيهم أهل عائلته لنهج رفيق حلبي على مدار عشر سنوات. فما الذي تحقّق وما الذي لم يتحقّق؟
لا أحد يستطيع مهما تفذلك وصوّر وزوّر أن ينفي أن السنوات رفيق العشر كانت خرابًا. خراب للبلد والمجتمع وخراب لمئات العائلات التي خربت بيوتها وانتكبت بمحنة الخارطة الهيكلية. ولا أحد يستطيع أن يُشير إلى مشروع استراتيجي واحد في عشر سنوات. ولا أحد يستطيع نفي الضرر الذي ألحقه الرئيس بالمجتمع من خلال نهج الفتنة والتحريض والتهديد والاستبداد والتفرّد بالقرار. ولا أحد يستطيع أن ينفي أن نهج رفيق حلبي من أوّله لآخره كان نهجًا يدافع عن مصالح الحكم المركزي وهيئات التخطيط ويضرّ بمصالح الناس للأمد البعيد. أمّا على صعيد التعامل مع الناس فهو في أقلّ تقدير اعتمد على الاستعلاء والاستخفاف والتحريض والدس والتضليل والخداع والأكاذيب على مدار اليوم.
في المحصّلة بد المجلس المحلّي مؤسّسة عاجزة تُدار بارتجالية وعشوائية وتبجّح تسبّب في أضرار للدالية وأهلها لعقود. تُقاس المؤسسات بعمليات اتخاذ القرارات وتنفيذها. وخذوا أي ملفّ من الملفات العامة وافحصوا القرارات فيها. ستجدون أن إدارة رفيق حلبي أخطأت في كل قراراتها تقريبًا. في استقدام مجمّع المياه (قضيّة سنعود إليها قريبًا)، في إقرار الخارطة المحنة في قبول مبدأ إيحود وحلوكاة، في التوظيفات الفاشلة (ثلث وظيفة لقسم المعارف!!!)، في الرياضة، في الاقتصاد، في التربية والتعليم، في الاستفادة من المبادرات (قفطان أمين حلبي) ـ أينما ذهبنا وجدنا الفشل عنوان المرحلة. أمّا الشارع الرئيس فلا يُمكنه أن يحجب هذا الفشلّ المدوّي مهما كانت قصقصة الشجر ع الشفرة. استنتاجنا سيكون أقسى بكثير إذا قارنا عشر سنوات في الدالية بعشر سنوات في يُكنعام أو كفر قاسم أو أم الفحم. سنرى هناك ماذا يُمكننا أن نفعل في عشر سنوات!
في كلّ الحالات تمّ تصوير الأمور أنه "قدر محتوم "وأننا "مضطرّون". لكن في كل ما ذكرتُ هناك بدائل وهناك خيارات أخرى وحلول أخرى. لكن رفيق حلبي يمتاز بأنّه كان يعتمد في كل مرّة أسوأ القرارات بالنسبة للبلد وأهلها. قرارات تفرّد في اتخاذها ولم يستشر أحدًا ولم يسمع سوى صوت مصلحته الشخصيّة الضيّقة أو إملاءات الخواجا اليهودي في هذه الدائرة أو تلك. وقد بدا الخواجا ممثل الحكم المركزي ورفيق حلبي في رقصة تانغو مثيرة استمرّت عشر سنوات.
إذن هذه هي القضايا التي تدور حولها الانتخابات وليس الأشخاص الفاعلين. يحقّ للناس التي تضرّرت أن تُحاسب المسؤول على كل هذا الضرر والتخريب في عشر سنوات. وللحقّ، فقد رأينا موجات احتجاج في الدالية خاصة في السنوات الأخيرة تراكمت إلى تحالفات انتخابية في مركزها جيل شبابيّ أحسّ على جلده التخريب والأذى.
أنصح الذين يركضون إلى الأمام قاصدين شَخْصَنة الانتخابات وتخويف الناس وإرهابها من الرئيس القادم ومن المستقبل أن يُعطونا رأيهم في عشر سنوات من التخريب المنهجيّ وفي المسؤول عنه ـ وهو تخريب حقيقيّ شعر به الذين أُخذت أراضيهم منهم وأعطيت لشركة الكهرباء بالخديعة، والذين أوقفتهم دوائر التخطيط عن إقامة عمارات أبنائهم وفرضت عليهم الغرامات، والرياضيون الذين انهارت الرياضة أمام أعينهم، والناس التي لا تستطيع أن تربط بيوتها بشبكة الكهرباء، والذين تعرّضوا لتهديدات وتشهير بسبب معارضتهم لنهج التخريب أو بسبب "لايك" واحد، أو "جُملة"، والمتضرّرون من محنة الخارطة الذين ارتهنهم الرئيس كورقة انتخابيّة ـ هؤلاء وقضاياهم والظلم والأذى الذي وقع عليهم موضوع الانتخابات وهم الذين ينشطون ويجتهدون لفتح الأفق المسدود من عشر سنوات. وهم الذين سيحسمون النتيجة في نهاية المطاف.
(دالية الكرمل 24 آب 2023)
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات