ساحة الكرامة السويداء : هزّ الجبل بتلمه !
ساحة الكرامة السويداء : هزّ الجبل بتلمه !
غصت ساحة الكرامة في قلب مدينة السويداء بآلاف المتظاهرين، اليوم الجمعة، في مشهد تحدٍ للحشود العسكرية، يعكس الإصرار الشعبي على مطالب التغيير السياسي، وإسقاط نظام الحكم.
المظاهرات في هذه الساحة لم تنقطع منذ منتصف آب/اغسطس الماضي، لكن المشاركة الواسعة اليوم، أعادت إلى الأذهان مشاهد المظاهرا الحاشدة في الأيام الأولى للحركة الاحتجاجية، التي فجرها في السويداء تردي الأوضاع الاقتصادية، وانسداد آفاق الحل السياسي.
ورغم تراجع نسبة المشاركة في الأشهر القليلة المنصرمة لاعتبارات عديدة، إلّا أن مشاهد الحشود العسكرية والأمنية التي دفعت بها دمشق إلى السويداء في الأيام الماضية؛ أعادت زخم التظاهرات إلى ساحة الكرامة اليوم. الساحة التي تعد معقلاً رئيسياً للحراك الشعبي.
في الموعد المحدد لتظاهرة اليوم، توافدت حشود المحتجين من مختلف مناطق المحافظة، بعضهم وصلوا سيراً على الأقدام قاطعين مسافة تزيد عن 11 كم، وآخرون استقلوا سيارات وحافلات ودراجات نارية. شهبا وقراها بحشد كبير، صلخد بتنظيم ملفت للمظاهرة، بكا والقريّا والمزرعة وقنوات والجنينة والكثير من القرى المشاركة.
رفع المتظاهرون أغصان الزيتون والورود، مع البيارق الملونة والسيوف المشرّعة. اطلقوا هتافات تؤكد الإصرار على الحراك السلمي، على الحرية التي يتنفسها أهالي السويداء، كما رددوا أهازيجاً تعلن الاستعداد لأي تصعيد، والحق المشروع في الدفاع عن النفس، وعن الأرض.
وحملت إحدى اللافتات عبارة: "هز الورد بتشمه، وهز الجبل بتلمه"، في إشارة إلى أن محاولات ترهيب أهالي المحافظة بالحشود العسكرية؛ جمعتهم من جديد على موقف واحد، تاركين خلفهم كل الخلافات والانقسامات السياسية.
رسائل ساحة الكرامة كانت واضحة جلية للقاصي والداني اليوم الجمعة، أهمها أن التلويح بالقوة لا يزيد إلّا من غضب الناس، وأن سياسة العنف لا يمكن أن تكون حلاً لبلد مزقته الأزمات، فالناس الذين بات الفقر والعوز وعدم الاستقرار يهددون حياتهم ومستقبل ابناءهم، لن يرضخوا للإذلال.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات