د. محمد بدارنة من المركز الطبي "تسفون" "نسبة النساء العربيات المصابات بالسكري الأعلى مقارنة مع سائر الشرائح المجتمعية"
د. محمد بدارنة من المركز الطبي "تسفون" "نسبة النساء العربيات المصابات بالسكري الأعلى مقارنة مع سائر الشرائح المجتمعية"
يستدل من بحث نشرته دائرة الإحصاء المركزية مؤخرا حول أسباب الوفاة الرئيسية التي شهدتها البلاد عام 2022، يتضح منه فرق لافت ما بين أسباب الوفاة في المجتمع العربي وبين أسباب الوفاة في المجتمع اليهودي بسبب الامراض. وجاء في نتائج البحث ان مرض السكري تصدر المرتبة الرابعة من حيث أسباب الوفاة لدى المواطنين العرب في البلاد بنسبة وفاة وصلت الى 6.7% مقابل ما نسبته 3.3% في المجتمع اليهودي.
وتعتبر هذه النسبة عالية مقارنة مع عدد المواطنين العرب في البلاد حيث عقب د. محمد بدارنة اخصائي امراض الغدد الصماء والسكري في المركز الطبي "تسفون" مشيرا أيضا ان المعطيات الأخيرة المنبثقة عن وزارة الصحة اشارت الى ان النسبة العامة للمصابين بالسكري على مستوى البلاد وصلت الى ما بين %10 حتى 11 %، في حين ان نسبة المصابين من المجتمع العربي كانت اعلى من النسبة العامة لتصل الى %12- 13%. وأضاف في هذا السياق ان ارتفاع نسبة المصابين بالسكري تعني زيادة بعدد الذين يعانون من مضاعفات هذا المرض وبالتالي ارتفاع في عدد الوفيات منه.
وفي رده على سؤال حول التحديات التي يواجهها الطواقم الطبية في مكافحة آفة مرض السكري قال د. بدارنة:" ان إمكانيات التعامل مع هذا المرض في منطقة الشمال (الضواحي) تختلف بشكل حقيقي عما هو في منطقة المركز خاصة اذا كان الحديث عن عدد الطواقم الطبية المؤهلة للتعامل مع هذه الآفة في الشمال بما في ذلك طواقم طبية مؤهلة مختصة لمتابعة حالات مرض السكري وعمال اجتماعيين واخصائي تغذية وممرضات مختصات في السكري، اذ انه عدد عيادات السكري التي تضم كافة هذه الخدمات والاخصائيين في آن واحد تعتبر قليلة مقارنة مع منطقة المركز".
وفيما يتعلق بمعطيات الإصابة في المجتمع العربي وخصوصية هذا المجتمع بالنسبة للإصابة بالسكري قال د. بدارنة:" بلا شك ان نسبة مرضى السكري في المجتمع العربي تعتبر اعلى من المجتمع اليهودي. وهذا كله أيضا بفضل اتساع ظاهرة السمنة المفرطة بين أبناء المجتمع العربي بحسب الاحصائيات. المجتمع العربي يتميز بنمط غذائي مختلف واتباع نهج حياة صحي اقل وممارسات رياضية وصحية اقل أيضا، بالإضافة الى توعية اقل تجاه هذا المرض وسبل الوقاية منه وهذا كله يفسر النسبة العالية من المصابين في المجتمع العربي مقارنة مع المجتمع اليهودي. يجب التشديد هنا على المعطى الملفت للانتباه الذي يشير الى ان نسبة المرضى من النساء العربيات تعتبر الأعلى مقارنة بسائر الفئات المجتمعية وذلك بسبب انعدام النشاط الجسماني المطلوب لتقليل خطر الإصابة وعدم التوجه نحو اتباع نهج تغذية صحي وبفضل أسلوب حياة المرأة العربية كون نسبة قليلة منهن ربات منزل ولا يمارسن عملا يتطلب جهد جسماني، هذا كله ناهيك عن العوامل الوراثية الأخرى التي تساهم في زيادة خطر الاصابة".
وحول الفئات التي قد تعتبر ذات خطر اعلى للإصابة بالسكري قال د. بدارنه في حديثه: هناك فئات من الناس معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السكري خاصة أولئك الذين يعانون من السمنة الزائدة وممن يورثون هذا المرض، او ممن أصيب أحد افراد عائلتهم بالسكري، مع التشديد على الأبناء الذين أصيب كلا من الاب والام بالسكري، اذ يرتفع خطر الإصابة لهؤلاء الأبناء بنسبة 70%. هذه كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكري، بالإضافة الى ان التقدم في السن يعتبر عامل إضافي يرفع نسبة الإصابة ".
وعن سبل الوقاية من هذا المرض وأهم التوصيات التي يتوجب اتباعها لتفادي الإصابة قال اخصائي امراض الغدد الصماء والسكري في المركز الطبي "تسفون" د. محمد بدارنة:" بدورنا كأطباء ننصح كل من هو فوق جيل الأربعين بوجوب الخضوع لإجراء فحوصات الدم بشكل دوري لفحص مخزون السكر. اما بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بعوامل وراثية لهذا المرض او ممن يعانون السمنة الزائدة فعليهم اجراء فحوصات دورية بجيل مبكرة تحسبا للإصابة به. إذا ما تم التشخيص في مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض فيجب ان يخضع الشخص لمراقبة طبية دورية وتوجيهه لاتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة. نتحدث عن ارقام مخيفة ممن يتواجدون في مرحلة ما قبل الاصابة بالسكري (حوالي نصف مليون شخص)".
واختتم د. بدارنه توصياته مشيرا الى ان الهدف يتمثل في ان نمنع قدر الإمكان الأشخاص الذين يتواجدون في مراحل ما قبل الإصابة، ان نمنعهم من التقدم نحو المرض بهدف شفائهم بشكل تام وان يعود مستوى السكر لديهم للمستوى الطبيعي. هذه هي الوقاية التي تعتبر أسهل وأنجع من عملية العلاج جراء الإصابة بالسكري بعد تشخيصه. اما بالنسبة للتوصيات العامة فمن الممكن الإشارة مرة أخرى الى أهمية اجراء الفحوصات الدورية بالإضافة الى اتباع نمط حياة غذائي متوازن وصحي اي تقليل النشويات وتناول وجبات معتدلة على ان تحتوي على كافة المُركبات مثل البروتينات الفيتامينات والمعادن وما الى ذلك والتقليل قدر الإمكان من تناول الحلويات والسكريات، بالإضافة الى الابتعاد عن المشروبات الغازية المحلاة التي تحتوي على نسبة سكر عالية جدا بما في ذلك مشروبات الطاقة، التي تعتبر مسؤولة عن الإصابة بالسكري بجيل صغير. وأخيرا ممارسة الرياضة المنتظمة أسبوعيا، على ان تتوزع التمارين الرياضية على مدار الأسبوع وان لا تقتصر فقط على يوم او يومين فقط.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات