الدروز .... بين الجهل والالحاد والتخوين
الدروز .... بين الجهل والالحاد والتخوين
بقلم : كايد سلامة
غالبية وسائل الاعلام في العالم العربي والسياسيين وأصحاب القرار لا يعرفون تاريخ وتفاصيل الخلاف بين الفلسطينيين واليهود، ولا تاريخ عرب الثمانية واربعون بما فيهم الدروز، وجهة نظرهم فيما يخص الدروز بالتحديد سطحية مستمدة اما من الاعلام العبري، او من حديث الشارع العربي في الداخل او في مناطق السلطة الفلسطينية الذي هو أصلا غير ملم حتى انه أقرب للجهل، بالنسبة لهم كل مجند يتكلم العربية هو درزي!
من نافل القول ان الشارع معادي عقائديا للدروز ويرى بهم فرقة ضالة وكفار، على مر السنين تبلورت فكرة مغلوطة عن تاريخ وواقع الدروز تتناقل كأنها حقيقية، بما ان العالم العربي يعد غير قارئ وفق المعطيات العالمية، من السهل خداعة هناك بعض الباحثين والمثقفين العرب حاولوا ان ينصفوا الدروز من الناحية الدينية، لكنهم تعرضوا الى وابل من الشتم والاهانات.
نحن الدروز غير ملزمين في تبرير ايماننا وعقيدتنا لأي فئة، لكن للمعلومات وقليل منها لا يضر، عندما كان باب الدعوة التوحدية مفتوح على مصراعيه في اوج قوة الدولة الفاطمية لم تكن بالسيف، انما فقط من باب الايمان والاقناع بالعقل والفكر، صحيح ان هناك اختلاف، هذا ليس جديد الخلاف كان قائما مئات السنين بين المذاهب الأخرى قبل بزوغ مذهب التوحيد، بعد اقفال باب الدعوة بأمر من كبير الدعاة وأصبح سريا، بدأت "الاجتهادات" تدور حول هذا المعتقد وخطورته، كثر اللغط والتهم، أي خطورة يشكلها مذهب سري غير تبشيري!
يقول المؤرخ المصري الإسلامي محمد عبدالله عنان (الذي يكفر الدروز) في كتابة "الحاكم بأمر الله واسرار الدعوة الفاطمية" ص 292 " من الحق ان ننوه هنا بأن الخلافة الفاطمية، وان كانت تحرص كل الحرص على بث دعوتها المذهبية بمختلف الوسائل الممكنة، فإنها لم تكن تلجأ في ذلك الى أي وسيلة للضغط او الاكراه الادبي او المادي، بل كانت تترك امر الدعوة والاستماع اليها، حرا من كل قيد وضغط وكان الناس يستمعون اليها أحرارا بمحض اختيارهم، ويقبلونها او يرفضونها وفق مشيئتهم، وليس ادل على ذلك من ان الامة المصرية، التي كانت تحيط عرش الخلفاء الفاطميين بمحبتها واعجابها وولائها، لبثت من الناحية المذهبية، طوال عهد الدولة الفاطمية محتفظة بمذهبها السني، ولا تبغى له بديلا" وأيضا يقول في ص 303 ان " حمزة يدعو النساء الى العفة والحصانة والتجمل بالخلق الفاضل والتبري من كل عيب ودنس وان يجنبن انفسهن عن الشهوات والشبهات وارتكاب الفواحش والمنكرات"
اما قضية التجنيد الاجباري المفروضة على الدروز في إسرائيل، تطرق الكثير من الباحثين والكتاب الدروز الى هذا الموضوع، وشرحوا بالتفصيل داعمين بحثهم بالوثائق التاريخية سيرورة الاحداث ورفض الغالبية الدرزية آن ذاك للقانون.
تابعت بشغف برنامج "ذوو الشأن مع خديجة" مقابلة مذيعة الجزيرة الملتزمة خديجة بن قنة مع وليد بيك جنبلاط، المقابلة غنية بكل المقاييس، لكن هناك نقطة لا بد من الوقوف عندها بما يتعلق بدروز اسرائيل، حبذا لو وليد بيك وضح اكثر، صوت دروز بلادنا في الاعلام العالم العربي شبه معدوم، من الصعب توصيل الصورة الحقيقية وبالأخص فيما يتعلق بقضية التجنيد الاجباري، القانون حينها شمل كل العرب، لكن التجاوب الكبير من باقي العرب غير الدروز فاجأه رئيس الوزراء آن ذاك دافيد بن غريون، وامر بتجميد تجنيد الإسلام والمسيحيين وابقاه فقط على الدروز، مع ان نسبة شباب الدروز الذين وصلوا مكاتب التجنيد كانت 28% بينما وصلت عند باقي العرب ال 90%! هذا القرار لم يرق لبعض السياسيين العرب منهم عضو البرلمان توفيق طوبي الذي دعا بنغريون من على منصة الكنيست لتجنيد باقي العرب! اليوم اعداد المتطوعين العرب تفوق اعداد الدروز! ما يلفت الانتباه ان الأحزاب العربية ولجنة المتابعة العربية لا يجرؤون على فتح هذا الملف، لأنهم على دراية بحجم المفاجئة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات