لم تأتِ البُشرى من جولس!!
لم تأتِ البُشرى من جولس!!
بقلم:✍️ زايد صالح خنيفس
زيارة خاطفة لم يُعلَن عنها مسبقًا، قام بها رئيس الحكومة نتنياهو منتصف الأسبوع، إلى قرية جولس التي وُضِعَ لها عنوانًا: "لقاء مع العائلات التي ثكلت أبناؤها" خلال حرب "السيوف الحديدية" التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، التي لم تُحدّد نهايتها بعد، في ظل غياب أهدافها الواضحة، وقد تُشهَر السيوف من غمدها، لكن المحارِب في غبار معارك لم تُحدّد نهايتها، قد تُبقي النّصل مسلولًا في فضاء المجهول.
زيارة سعادته إلى لقاء جولس وعناوين العائلات الثكلى وفي اجتهادنا لم يكن في بال زعيم أهوجٍ، لا يفكر إلّا بنفسه وبطاقته الشخصيّة، وكيف سيفلت من قبضة القضاء، وملف الألف والألفين والثلاثة والأربعة آلاف، وصفحات القضايا تبدأ بالرقم الأول وتنتهي في آلاف الصفحات، والعقاب لسيادته آتٍ مهما تحايل محامو الدفاع على ثغرات القانون.
الجرأة تلزمنا في هذا الزمن والظرف، أن نكون واضحين مع أنفسنا أولًا، ونقولها بكل شفافية، لم تكن لهذه الزيارة حاجة مُلحة، وإن لم نكن في تفاصيل التخطيط وقائمة المدعوّين، لكننا شاهدنا وسمعنا بكاء أم ثكلت ابنها وزوجة فقدت حلمها عندما تلقّت نبأ استشهاد زوجها، والسيوف الحديدية لها ثمن وأحزان وذكريات، لوجوه ستبقى في براويز الصور، والشريط الأسود ممتدا في أعلى زاوية في الصورة.
زيارة سعادته لم تأتِ ببُشرى عن إلغاء قانون القومية، ولم يفاجئ الحضور بسن قانون الكهرباء، لربط آلاف البيوت التي تنتظر النّور، ولم يُفرح سيادته رؤساء المجالس المتواجدين في الصف الأول، بإقرار الخطة الخماسية التي سترفع من شأن بلداتهم في كل الميادين، ولم يبتسم الحضور عندما "أعلن رئيس الحكومة" عن إلغاء قانون كامينتس الجائر، وإلغاء الغرامات عن أصحاب البيوت، والمصادقة على الخرائط الهيكليّة!!، ولم ينتفض الأمل في قلوب الآلاف في شارع كابلن وسط تل أبيب، بإعلان الإفراج عن المخطوفين.
لقد كان لقاء جولس تعيسًا، حزينًا، لم يخرج من ثناياه نور الفرح، بل عدّد الخطباء أسباب الحزن والمصير الواحد، وحلف الحياة وحلف الدّم، وبطل المسرحية يجيد النفاق والتمثيل على مسرح السياسة القذرة، والجرأة أن نكون في مقام الصراحة، مع زعيم سياسي لم يسجله التاريخ في صفحاته، بل ستقذفه أمواج الفساد إلى مزابل البحار، وإن كان للضيف قيمة في مجالسنا وبيوتنا وديواننا، ولا نطرد من يطرق أقواس قرانا، فقد حان الوقت أن نكون صريحين مع أنفسنا حتى النخاع، لأن الزيارات المفاجئة لدواعي أمنية، تحمل في طياتها الحقيقية هروبًا من واقع أليم، تمر فيه طائفة ما زالت تبحث عن قيادة تضع النقاط على الحروف.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
2 تعليقات
شادي, 5 اشهر
الله يعطيك العافه بدي اقلك انو الدروز موجهنين ما في عندهن قرار ذاتي وفهمك كافي
موحد, 5 اشهر
شي بيضحك زيارة تعزية مع وليمة فاخرة لذلك يجب تغير الاسم من زيارة تعزية لزيارة تغذية