من الذي ابلغ إسرائيل بمكان وموعد تواجد محمد الضيف؟

Post

من الذي ابلغ إسرائيل بمكان وموعد تواجد محمد الضيف؟

في الوقت الذي ما تزال إسرائيل غير متأكدة من تصفية رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، رغم مرور أسبوع على المحاولة من يوم السبت الفائت، إلا أن مسؤولين في قطاع غزة يزعمون ان الحركة الإرهابية تعلم من هم المتعاونون مع إسرائيل ومن يقوم بتسريب المعلومات الحساسة عن كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين وفي قيادة الشرطة.

وحسب المصادر، فإن هؤلاء الأشخاص "في مرمى إسرائيل"، وتجري حماس تحقيقات معمقة للعثور على الثغرات في أجهزتها الاستخباراتية. 

بالأمس، قال المتحدث باسم جيش الدفاع، العميد دانييل هاغاري، في بيانه إن "المؤشرات في تزايد مستمر" على أن الضيف قد قتل بالفعل، لكن لم يتم تأكيد ذلك بشكل نهائي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغنا جيش الدفاع أنه تمت تصفية رافع سلامة، الذي كان يرافق محمد الضيف في نفس المبنى.

وكان رافع سلامة قد رافق في مناسبات مختلفة عدة مسؤولين كبار آخرين في حماس، منهم قادة وأفراد ميدانيون بارزون، الذين قتلوا خلال الحرب: نائب محمد الضيف، مروان عيسى، وأيمن نوفل، وأحمد غندور، وأيمن صيام، وعضوا المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، زكريا أبو معمر وجواد أبو شمالة ​​وآخرون.

وقال مسؤولون في قطاع غزة، الليلة الماضية، لصحيفة "الشرق الأوسط" التي تصدر في لندن باللغة العربية، إن "أحد مصادر إسرائيل هو العامل البشري" الذي يساعد كثيراً في رصد وتتبع الأهداف. ويساعد في تحديد مواقع ومواعيد الهجمات. وقالت المصادر نفسها، إن "إسرائيل تستخدم عملاءها الميدانيين منذ عقود، وقد بنت جيشا كاملا منهم"، الذين يزودون إسرائيل بمعلومات تساعد على تحديد مكان المطلوبين الذين يتم القضاء عليهم.

وقالت الصحيفة كذلك إن العامل البشري هو أحد أهم العوامل في عملية التجسس لأي جهاز استخباراتي، وأكدوا أنه على مدى السنوات الماضية قامت التنظيمات الإرهابية والأجهزة الأمنية الحكومية في غزة باعتقال المئات من الأشخاص المرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية، وأنهم يقدمون معلومات متفاوتة القيمة للجهات التي تستخدمها.

وأضافت المصادر نفسها أن إسرائيل تمكنت أحياناً من تجنيد أشخاص أيضاً ضمن التنظيمات الفلسطينية وضمن بيئة المطلوب، من الناحية التنظيمية أو العائلية، أو من خلال علاقاته الاجتماعية، كالأقارب والجيران على سبيل المثال. كما كشفوا أن قيادات من المستوى الثاني والثالث، وكذلك عناصر من الفصائل الفلسطينية، تعاونوا مع إسرائيل وقدموا معلومات لتحديد أماكن القادة ومواقع إنتاج الأسلحة والصواريخ وحتى الأنفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة أجرت تحقيقات واسعة النطاق في الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأخيرة، كشفت أنه في كل عملية اغتيال في الضفة الغربية أو غزة، كان عملاء فلسطينيون متورطين بشكل أو بآخر، بل إن بعضهم شارك في تنفيذ الاغتيالات. وتشهد على ذلك عمليات التصفية العديدة التي تم تنفيذها خلال العامين الأخيرين، خاصة في جنين ونابلس، على خلفية عدد من عمليات الاغتيال الناجحة لإرهابيين مطلوبين لإسرائيل.

وعرضت صحيفة "الشرق الأوسط" قصة أحد العناصر الذين جندتهم المخابرات الإسرائيلية، والذي سلمته حذاء رياضيا تبين فيما بعد أنه يحتوي على شرائح تجسس إلكترونية تفحص الأنفاق التي دخلها في مناطق مختلفة شمال قطاع غزة. وبعد أن عمل في مجال حفر الأنفاق، ساعد إسرائيل في تحديد مواقع تلك الأنفاق، وبعد التحقيق في غزة تبين أنه كان على اتصال مع القائمين عليها عبر الإنترنت. تم اعتقاله، لكنه تمكن من الفرار خارج غزة.

وفي قضية أخرى، أكد مسؤولون أمنيون للصحيفة اعتقال فتاة عام 2015 ساعدت جزئيا في محاولة تصفية محمد الضيف داخل أحد المباني في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وأدت المحاولة بعد ذلك إلى مقتل زوجته واثنين من أبنائه، لكنه نجا. وأوضحت المصادر للصحيفة أن عناصر المخابرات أعطوا الفتاة معلومات تقريبية عن صفحة وصورته، وبعد تجنيدها في وقت سابق - طلب منها الذهاب إلى الشقة التي تتواجد بها زوجته ومعرفة ما إذا كان هناك أي رجل داخل الشقة. بينما أعطتهم إشارة بأنها سمعت صوت رجل داخل الشقة – قصفت إسرائيل الشقة، وتم إنقاذ الضيف.

وقال مصدر آخر لصحيفة "الشرق الأوسط" إن التحقيقات السابقة كشفت عن تجنيد ما لا يقل عن 30 شخصاً مروا عبر معبر "إيرز" إلى الضفة الغربية أو إسرائيل، وطلب منهم جمع معلومات عن حماس مقابل منحهم تصاريح.

وعلى الرغم من الاحتمال الكبير بأن الضيف لم يتمكن هذه المرة من ان ينجو من الاغتيال وانه قد مات بالفعل، فإن حماس حريصة على التأكيد على أن هذا ليس "إنجازا". وتقول حماس: "نحن نعمل وفق قاعدة أن هناك ثغرات محتملة في أي لحظة، ونتخذ إجراءات ومقاربة أمنية معقدة. لا يوجد مكان واحد فوق الأرض أو تحتها يبقى فيه القائد لفترة طويلة".

وفي اليوم الذي تمت فيه محاولة تصفية محمد الضيف، أفادت شبكة "الحدث" السعودية بأن حماس كانت تحقق في "اختراق امني داخلي كبير" وراء الهجوم. وقالت المصادر المذكورة في التقرير إن الضيف وساعده الأيمن رافع سلامة، اللذين نجيا من محاولات اغتيال إسرائيلية في الماضي، تحركا أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة، مع مسؤولين كبار آخرين، من مكان إلى آخر – لتجنب تعقبهما إسرائيل.

وحسب ما قاله المحللون حينها في صحيفة "الحدث" بشأن "الاحتراق" نفسه الذي يتم الحديث عنه، فإن هؤلاء عملاء تتبعوا كبار مسؤولي حماس وكانوا يعرفون مكانهم تواجدهم بالضبط. كما أفادت "الحدث" بأن إسرائيل اعتقلت مسؤولين كباراً في حماس "من المستوى الثاني والثالث" وحصلت على معلومات منهم. وجاء في التقرير السعودي أن "إسرائيل حصلت على معلومات من مصادر قامت بالتحقيق معها بشأن تحركات قيادات حماس بين رفح وغزة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة