**كلمة الحركة التقدميّة للتواصل في رثاء ضحايا الجولان
**كلمة الحركة التقدميّة للتواصل في رثاء ضحايا الجولان
الأهل الأعزّاء في الجولان العربي السوري!
الأخوة الثاكلون؛ أيمن فخر الدين، معضاد الشعّار، أدهم الصفدي، نشأت أيّوب، نايف أبو صالح، وديع إبراهيم، ربيع أبو صالح، طاهر الحلبي، ليث أبو صالح، أكرم أبو صالح، إبراهيم ابراهيم وفاخر صعب!
المعزّون الأفاضل!
الكارثة التي ألمّت بكم، بنا جميعًا، حاصدة أرواح أثني عشر فتى وفتاة، وجرحَ العشرات من فِلذات الأكباد هي جريمة بحقّ الطفولة والإنسانيّة جمعاء، لا تقتصر على هذه الطائفة أو تلك.
ليس أصعب على المرء من أن يقف راثيًا ومواسيًا في فقد أعزّاء. تضيق كلّ لغات العالم عن أن تتّسع لكلمة يمكن أن تعزّي فاقدًا بفقد عزيز، فكم بالحري إذا كان هذا العزيزُ طفلًا وفي مثل هكذا حدث.
العزاء الأكبر هو في الإيمان أنّ هذه هي سنّة الحياة، وفي الإيمان أنّ الانتقالَ هو في يد صاحب الانتقال. وأنتم أيّها الآباء الثاكلون أهل إيمان!
بغضّ النظر عن مصدر الأداة الحربيّة التي أودت بأرواح هؤلاء الفتيّة، وبمعزل عن البيانات والبيانات المضادّة، فإنّ هذه الكارثة ثمرة هذه الحرب اللعينة التي تتّقد منذ عشرة أشهر آخذة الأرواح البريئة؛ أرواح الأطفال في كلّ مكان.
نحن الحركة التقدّمية للتواصل من كلّ قرانا المعروفيّة في ال-48 من بيت جن والبقيعة شمالًا وحتّى دالية الكرمل جنوبًا مرورًا بالرامة والمغار، إذ ندين الأيادي وأصحابَها الذين ضغطوا على زناد هذه الأداة الحربيّة، نرفع أعمق آيات العزاء لذوي الضحايا، ونتمنّى الشفاء والتعافي للجرحى.
ندعو إلى وقف هذه الحرب الجنونيّة التي صارت حربَ انتقام وبقاءً لقوى سياسيّة. ونحذّر من الاصطياد في المياه العكرة وزرع الفتن من أصحاب دموع التماسيح؛ الجُويّة والبريّة!
الدم الذي أريق في مجدل شمس لم يفرّق بين عائلة وأخرى لم يفرّق بين حارة وأخرى لم يفرّق بين موالٍ ومعارض، وعرفتم كما هي عادتُكم المتأصّلة شهامة ومروؤة في الملمّات أن تتعالوا عن كلّ مفرّق وهذا بعضٌ من شيمُ الكرام؛ شيمُكم.
أذكر يوم إضرابكم التاريخيّي تمسّكًا بهويّتكم العربيّة السوريّة، أن شيخًا جليلًا من شيوخكم الكبار أخذ بيدي إلى شرفة منزله قائلًا بما معناه: "شايف كلّ هذيك التلال... ترابها مخلوط بدمنا كلّ عائلات البلد..."، مسترجعًا بطولات هذه البلد في التصدّي للظلم والظلّام دفاعًا عن انتمائه.
أخوتي الثاكلون!
إنّكم أبناء الجولان ومجدل شمس وعين قنية ومسعدة وبقعاثا وكلّ ذرّة من ترابِ هذه الأرض العريقة، وقد ألمّ بأجدادكم، أيّها الأخوة، في تاريخهم العريق الكثيرُ من الكوارث التي أخذت في طريقها عشرات الأرواح منهم شيبًا وشبابًا ونساءً وأطفالًا، وحُرقت قراكم أكثر من مرّة وهُجّرت وقامت من بين الكوارث كالعنقاء العربيّة.
ستقومون أيّها الأخوة الثاكلون وتقوم الجولان أكبر وأعزّ... واحدة موحّدة عصيّة.
طاب للضحايا المقرّ!
العمر الطويل الهانئ لكم جميعاً!
ولا أريتُم مكروهًا بعزيز إلى أمد طويل!
اللجنة التنفيذيّة
الحركة التقدميّة للتواصل- درب المعلّم
30 تمّوز 2024
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]
موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا
0 تعليقات