تداعيات مجزرة مجدل شمس

Post

تداعيات مجزرة مجدل شمس

كايد سلامة

لست محلل للأحداث السياسية ولا العسكرية، لكن كيفما حاولنا فهم ما جرى وفق قواعد وتسلسل المعارك التي بدأت في الثامن من أكتوبر المنصرم، نصل الى نتيجة واحدة، وهي ان الحادث ليس خطأ، استهداف الملعب كان هدفاً لحزب الله، الحزب تفاخر خلال السنوات السابقة بامتلاكه اسلحة دقيقة، وهذه حقيقة ترجمت على ارض الواقع، صواريخه اصابت بدقة جبل الجرمق، المعسكر الذي اقيم على ملعب كرة القدم في حرفيش، المواقع العسكرية على الحدود الشمالية، حتى تلك التي تبعد ما يقارب مائة كيلو متر عن الحدود اللبنانية.

 لا يوجد مبرر لضرب الملعب في مجدل شمس حتى ولو كان هناك جنود، لأنه من المحتمل اصابة مدنين عزل كون الملعب في وسط القرية.

المصيبة التي وقعت على اهلنا في مجدل شمس من الصعب استيعابها، في السابق حدثت مجازر مشابهة، طال القصف الاسرائيلي مدنيين لبنانيين، وصفها الاعلام العربي وخاصة اعلام حزب الله بمجازر ارهابية كونها طالت مدنيين عزل، وبحق، وعادة ما كانت تعترف اسرائيل بها، ولو كانت تتذرع بحجج، حتى الآن حزب الله لم يعترف بل يختلق حجج بعيدة عن الواقع، ومؤسف ان نسمع سياسيين مخضرمين يسوقون حججه.

هذه الحادثة الدموية فتحت ابواب التملق، من بعض دروز اسرائيل حيث اجتهدوا في الاصطياد بالمياه العكرة، كَثُرَ "الوطنيين المخلصين المحبين لطائفتهم" سارعوا الى تأجيج نار الحزن، ليس تأثراً من لوعة المصاب انما نفاق، فوق جثث الاطفال ودمائم التي لم تجف بعد، استغلوا وسائل الاعلام المنتشرة بكثرة تهافتوا ورائها ليصرحوا بلغة ال نحن (اسرائيل) يجب ان نضرب...نحن من سمح لهم ان تتعاظم قوتهم...علينا ان نقضي عليهم...يزاودون على الاسرائيليين باسرائيليتهم! اسرائيل الرسمية لا ترى بهؤلاء المنافقين جزء منها، فهي اقفلت ابواب الاسرلة امام غير اليهود بقانون شرع بالكنيست، اذن لماذا هذا الرخص لماذا محاولة الدخول الى مجتمعهم من الشباك ورغماً عنهم، مستغلين اشلاء الأطفال! الذين تعتبرهم اسرائيل اصلاً سوريين.

هذه "الوطنية" والعنتريات لا تنطلي على غالبية دروز هضبة الجولان فهم سوريون رغم جرح بلدهم النازف ورغم الرفاهية التي يعيشون بها تحت الاحتلال الإسرائيلي.

في هذه المصيبة تجلت "شجاعة" اعضاء الكنيست الدروز في الحاضر والماضي، اسود في المعارضة، واصحاب مواقف! لكن اذا رجعنا قليلا في الذاكرة، حين كانوا جزء من الائتلاف الحكومي، منهم من دعم قانون كامنتس ومنهم من ساهم في قانون القومية، ومنهم من انسحب وقت التصويت على ميزانيات القرى الدرزية، ومنهم كاد ان يعمل فتنه مع اهلنا في الجولان فيما بينهم....لم ينفعونا بنافعة تذكر، انما عملوا لأنفسهم ولأحزابهم، لم يطلنا منهم الا السمعة السيئة.

واقعنا الجغرافي والسياسي يختلف اختلاف كليا عن دروز هضبة الجولان، ما يجمعنا بهم هو الدين، هم خارج اللعبة السياسية الإسرائيلية، فلنتركهم وشأنهم، وإذا كنا بالفعل نريد لهم الخير فلا نزجهم ولا نحرجهم بسياسيات لا تنسجم مع تاريخهم وانتمائهم، علينا احترام خصوصيتهم، نحن لسنا اوصياء عليهم لا سياسيا ولا دينيا، اما هم عليهم الحذر الحذر من المفسدين في داخلهم وخصوصاً من بعض الذين يتزينون بالزي الديني الذين يرقصون على الحبلين. 

ربما قريبا بعون الله ستنتهي الحرب، ويوما ما يمكن ان يحل السلام وستعودون الى وطنكم بقامات شامخة، تاريخكم كله تضحيات وشرف، العالم يشهد بذلك، مواقفكم نابعة من ثقافتكم العالية، ثقتنا عالية بأنكم لن تسمحوا لأحد ان يستغل المصاب الأليم وان يلطلخ هذا التاريخ العريق. 
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: [email protected]

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة